( بيان الفضل المقيد لا يستلزم التفضيل المطلق وذكر المثال ) والفضل ذو التقييد ليس بموجب*** فضلا على الإطلاق من إنسان لا يوجب التقييد أن يقضي له*** بالاستواء فكيف بالرجحان حفظ
الشيخ : يقول:
" والفضل ذو التقييد ليس بموجب *** فضلا على الإطلاق من إنسان "
يعني: أن الفضل المقيد لا يوجب أن يكون الفاضل أفضل من ذي الفضل المطلق، واضح، ولا ما هو بواضح؟
الفضل نوعان: فضل مطلق يكون هذا الإنسان أفضل من غيره على الإطلاق،.
فضل مقيد أن يفضل غيره في شيء معين، فهل إذا فضل الإنسان غيره في شيء معين يستلزم أن يكون أفضل منه على الإطلاق؟ لا، ولهذا قال:
" والفضل ذو التقييد ليس بموجب *** فضلا على الإطلاق من إنسان "
يعني: ليس بموجب فضلا على من فضله مطلق.
" لا يوجب التقييد أن يقضى له *** بالاستواء فكيف بالرجحان "
صحيح، يعني: أن الفضل المقيد لا يوجب أن يكون مساويا لذي الفضل المطلق، فضلا عن أن يكون أرجح منه وأعلى منه، ولقد صدق، الآن مثلا نحن نقول: التابعون أفضل من تابعي التابعين على الإطلاق، لكن قد يوجد في تابعي التابعين من هو أفضل من كثير من التابعين، لكنه فرد معين، كذلك الفضائل في شخص معين، قد يكون هذا رجل له فضائل عديدة فيكون أفضل من غيره على الإطلاق، ويكون غيره له خاصية أفضل من الأول، وهذا لا يوجب أن يكون الثاني أفضل على الإطلاق.