التعليق على قول الناظم: واجعل صيامك قبل لقياها ويو***م الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر*** تلق المخاوف وهي ذات أمان حفظ
الشيخ : " واجعل صيامك قبل لقياها ويوم *** الوصل يوم الفطر من رمضان "
الله أكبر! اجعل صيامك قبل أن تلقاها، لأنك إن مت قبل أن تصوم إلى المعاصي ما وصلت إليها، فصم عن المعاصي في هذه الدنيا قبل أن تلقاها، ويكون الفطر متى؟ يوم القيامة يوم الوصل.
" واجعل نعوت جمالها الحادي وسر *** تلقى المخاوف وهي ذات أمان "
اجعل نعوت جمالها، ولا يمكن أن نصل إلى نعوت الجمال إلا عن طريق الوحيين: الكتاب والسنة، وقد ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " من أوصاف الحور ما يكفي لمن له همة أن يعمل للوصال إليهن.
" لا يلهينك منزل لعبت به أيدي *** البلا من سالف الأزمان "
ويعني بهذا المنزل الدنيا، الدنيا لا تلهيك عن الآخرة، لعبت به أيدي البلا، البلا يعني الفنا والتلف، لعبت به من سالف الأزمان، أي: مما مضى، فأنت إنما ترك الناس لك الدنيا بعد أن غادروها، وبعد أن أفسدوها وأفسدتهم، ولم يبق إلا الحثالة.
" فلقد ترحل عنه كل مسرة *** وتبدلت بالهم والأحزان "
يعني: أن هذه الدنيا لا تدوم مسراتها، بل تتبدل بالأحزان، يقول الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
ويقول الآخر:
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "
وصدقا الأول والثاني، لا تكاد يمر بك يومان وأنت مسرور لم ينغصك شيء، إما من خاصة نفسك، أو من أهلك، أو من أصحابك، أو من المجتمع، لابد كل إنسان حي، قلبه حي لابد أن ينال هذا.
أيضا لو فرض أن الإنسان في أطيب ما يكون من العيش، وأبعد ما يكون عن المشاكل فهو إذا فكر ساعة: ما المآل؟ المآل أحد أمرين: إما موت، أو هرم، إن مت فقد فت، وإن هرمت فقد تعبت أنت وأتعبت، ولهذا تجد أن الهرم الذي يصل إلى حد الهذيان يمل منه أهله، يضعونه في زاوية من البيت يتكلم ويصيح ما يأتيه أحد، أهله اللي هم أهله.
" فلا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم " الدنيا هذه مآلها.
" فقلد ترحل عنه كل مسرة *** وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الإيمان *** "
سجن يضيق بصاحب الإيمان، صحيح، المؤمن سجنه الدنيا، لوجهين:
الوجه الأول: أنه لا يرى فيها ما يسره من حيث الإيمان والعمل الصالح، إلا نادرا.
الوجه الثاني: أنه يرتقب دارا أنعم وأكمل وأطيب من هذه الدنيا، أليس كذلك؟ نعم، يقول الله تعالى (( الذين توفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة )) في حال الموت يتوفون طيبين، اللهم اجعلنا منهم، وتقول لهم الملائكة: سلام عليكم ادخلوا الجنة الآن، ولهذا إذا وضع الإنسان في قبره وسئل انفتح له أبواب إلى الجنة، فالدنيا سجن المؤمن لا شك، وهي يقول:
" *** لكن جنة المأوى لذي الكفران "
يعني: الدنيا جنة للكافر، جنة لأنها بالنسبة لما يلقاه من العذاب نعم، جنة، ولأن الكافر لا يتقيد بشيء، كل شيء حلال، يزني ويسرق، ويشرب الخمر ويلبس الحرير، وكل شيء، منعم نفسه، فهي له جنة، ولكن للمؤمن سجن.
يقال: إن قاضي القضاة كما يصفونه، ابن حجر رحمه الله كان قاضي القضاة في مصر، وكان إذا أتى من بيته إلى العمل، أو ذهب يمينا وشمالا يركب العربة، العربة في ذلك الوقت بمنزلة سيارة الكاديلاك عندنا، نعم، أعلى شيء.
الله أكبر! اجعل صيامك قبل أن تلقاها، لأنك إن مت قبل أن تصوم إلى المعاصي ما وصلت إليها، فصم عن المعاصي في هذه الدنيا قبل أن تلقاها، ويكون الفطر متى؟ يوم القيامة يوم الوصل.
" واجعل نعوت جمالها الحادي وسر *** تلقى المخاوف وهي ذات أمان "
اجعل نعوت جمالها، ولا يمكن أن نصل إلى نعوت الجمال إلا عن طريق الوحيين: الكتاب والسنة، وقد ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " من أوصاف الحور ما يكفي لمن له همة أن يعمل للوصال إليهن.
" لا يلهينك منزل لعبت به أيدي *** البلا من سالف الأزمان "
ويعني بهذا المنزل الدنيا، الدنيا لا تلهيك عن الآخرة، لعبت به أيدي البلا، البلا يعني الفنا والتلف، لعبت به من سالف الأزمان، أي: مما مضى، فأنت إنما ترك الناس لك الدنيا بعد أن غادروها، وبعد أن أفسدوها وأفسدتهم، ولم يبق إلا الحثالة.
" فلقد ترحل عنه كل مسرة *** وتبدلت بالهم والأحزان "
يعني: أن هذه الدنيا لا تدوم مسراتها، بل تتبدل بالأحزان، يقول الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
ويقول الآخر:
" لا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم "
وصدقا الأول والثاني، لا تكاد يمر بك يومان وأنت مسرور لم ينغصك شيء، إما من خاصة نفسك، أو من أهلك، أو من أصحابك، أو من المجتمع، لابد كل إنسان حي، قلبه حي لابد أن ينال هذا.
أيضا لو فرض أن الإنسان في أطيب ما يكون من العيش، وأبعد ما يكون عن المشاكل فهو إذا فكر ساعة: ما المآل؟ المآل أحد أمرين: إما موت، أو هرم، إن مت فقد فت، وإن هرمت فقد تعبت أنت وأتعبت، ولهذا تجد أن الهرم الذي يصل إلى حد الهذيان يمل منه أهله، يضعونه في زاوية من البيت يتكلم ويصيح ما يأتيه أحد، أهله اللي هم أهله.
" فلا طيب للعيش ما دامت منغصة *** لذاته بادكار الموت والهرم " الدنيا هذه مآلها.
" فقلد ترحل عنه كل مسرة *** وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الإيمان *** "
سجن يضيق بصاحب الإيمان، صحيح، المؤمن سجنه الدنيا، لوجهين:
الوجه الأول: أنه لا يرى فيها ما يسره من حيث الإيمان والعمل الصالح، إلا نادرا.
الوجه الثاني: أنه يرتقب دارا أنعم وأكمل وأطيب من هذه الدنيا، أليس كذلك؟ نعم، يقول الله تعالى (( الذين توفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة )) في حال الموت يتوفون طيبين، اللهم اجعلنا منهم، وتقول لهم الملائكة: سلام عليكم ادخلوا الجنة الآن، ولهذا إذا وضع الإنسان في قبره وسئل انفتح له أبواب إلى الجنة، فالدنيا سجن المؤمن لا شك، وهي يقول:
" *** لكن جنة المأوى لذي الكفران "
يعني: الدنيا جنة للكافر، جنة لأنها بالنسبة لما يلقاه من العذاب نعم، جنة، ولأن الكافر لا يتقيد بشيء، كل شيء حلال، يزني ويسرق، ويشرب الخمر ويلبس الحرير، وكل شيء، منعم نفسه، فهي له جنة، ولكن للمؤمن سجن.
يقال: إن قاضي القضاة كما يصفونه، ابن حجر رحمه الله كان قاضي القضاة في مصر، وكان إذا أتى من بيته إلى العمل، أو ذهب يمينا وشمالا يركب العربة، العربة في ذلك الوقت بمنزلة سيارة الكاديلاك عندنا، نعم، أعلى شيء.