(معنى الجشاء وصفته في الدنيا والآخرة وفائدة حصول رائحة المسك بعد الأكل والشرب)
هذا وتصريف المآكل منهم*** عرق يفيض لهم من الأبدان كروائح المسك الذي ما فيه خلـ***ـط غيره من سائر الألوان
فتعود هاتيك البطون ضوامرا*** تبغي الطعام على مدى الأزمان
لا غائط فيها ولا بول ولا*** مخط ولا بصق من الإنسان
ولهم جشاء ريحه مسك يكو***ن به تمام الهضم بالإحسان
هذا وهذا صح عنه فواحد*** في مسلم ولأحمد الأثران
حفظ
الشيخ : هذا الفصل واضح معناه، أن أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبصقون، وطعامهم إذا أكلوه وشرابهم يكون عرقا يفيض من الأبدان، وكذلك لهم جشاء، الجشاء الذي يسمى عندنا في اللغة العامية " التغرة " مثل رائحة المسك، بينما التغرة عندنا مستكرهة ويحصل فيها رائحة كريهة، لكنها لأهل الجنة - الله يجعلني وإياكم منهم - تكون رائحتها رائحة المسك، يكون بها تمام الهضم، وكلما أكل وشرب وشبعوا فإنه يفيض عرقا وتبقى البطون ضوامر، فيأكلون دائما، وإنما جعل الله لهم ذلك من أجل أن يتلذذوا بالطعام والشراب، لأنهم إذا أكلوا وشربوا تلذذوا، وإلا فلو شاء الله عز وجل لجعلهم لا يحتاجون إلى أكل ولا شرب، ولكن من أجل أن يتم سرورهم وتتم نعمتهم صار يحصل لهم هذا. نعم.