( بيان أن مقصود خلق العبد هو عبادة الله وحده وبيان اغتنام الأعمال الصالحة في الدنيا ) والله لم تخرج إلى الدنيا للذ***ة عيشها أو للحطام الفاني لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ***أخرى فجئت بأقبح الخسران أهملت جمع الزاد حتى فات بل*** فات الذي ألهاك عن ذا الشان حفظ
الشيخ : يقول، يقول ابن القيم:
" والله لم تخرج إلى الدنيا للذ *** ة عيشها أو للحطام الفاني "
صحيح، ما خرجنا لنعيش في الدنيا كما تعيش البهائم، نأكل ونشرب وننام فقط، ولكن خرجنا لكي نعد الزاد للأخرى، كما قال الله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))، وقال تعالى : (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق )) تعالى وتعاظم أن يخلقنا عبثا لا نرجع إليه. (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )). سوف نقف بين يدي الله عز وجل ملاقاة، ويحاسبنا، ثم نؤتى الكتب بالأيمان أو بالشمائل - نسأل الله أن يجعل كتابنا باليمين -.
يقول : " لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ *** أخرى فجئت بأقبح الخسران
أهملت جمع الزاد حتى فات "
.
صحيح، أي زاد الي هو أهمل؟ زاد الآخرة، أهمل جمعه، وجمع زاد الآخرة بالأعمال الصالحة، هي زاد الآخرة، جتى فات.
" بل*** فات الذي ألهاك عن ذا الشان " الله أكبر! إذن فاته زادان: زاد الآخرة، والزاد الذي ألهاه عن زاد الآخرة، ما الذي ألهاه عن هذا الزاد؟ الدنيا ومتعها فاتت، الدنيا الآن لا يمضي منها دقيقة فترجع، كلها تفوت، دقائق لحظات وإذا أنت على شفا البئر انتهيت، لكن نعيم الآخرة يزداد ويبقى ولا يفنى أبدا (( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ )) لا ينقطع أبدا. فكيف نؤثر الفاني على الباقي؟! والله إنه جهل منا يا إخوان، جهل وغفلة وتغافل، كيف نفضل الدنيا على الآخرة؟! مع أننا نحس بها نراها تذهب ولا ترجع تفوت، فإذا لم نستدرك أعمارنا بالأعمال الصالحة فاتتنا الدنيا والآخرة. (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )).
فلهذا قال ابن القيم رحمه الله وغفر له وجزاه عنا خيرا، قال:
" أهملت جمع الزاد حتى فات بل *** فات الذي ألهاك عن ذا الشان " ما الذي ألهى عن ذا الشان؟ الدنيا.