ذكر مسألة: هل المنافقون يرون ربهم يوم القيامة؟ حفظ
الشيخ : أما المنافقون فيرون الله في عرصات القيامة، ثم يحجب بينهم وبينه، كما جاء في حديث أبي سعيد في قصة كشف الله عز وجل عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن سجد لله في الدنيا ويعجز عن ذلك كل من سجد رياء وسمعة وهم المنافقون، وفي هذا زيادة الحسرة عليهم، لأن من لم يروه أصلا أهون مصيبة من الذين رأوه ثم حجبوا عنه، أليس كذلك؟ نعم، ولهذا قال عز وجل: (( أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما )) ولم يقل: لو نشاء لم ننبته، بل لجعلناه حطاما بعد نباته، لأن تعلق النفس به بعد نباته أشد من تعلقها به بعد بذره، فإذا حرمته بعد النبات صار أشد أيش؟ أشد وقعا.
وقال: (( أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون )) ولم يقل جل ذكره: لو نشاء لم ننزله، لأنه إذا نزل ثم فسد صار أشد وقعا على النفوس، لأن النفس بعد نزوله تتعلق به، فإذا حرمته صار أشد عليها مما لو لم تره.
فالمنافقون يرون الله في عرصات القيامة ثم يحجبون عنه - نسأل الله لنا ولكم العافية، وأن يجعلنا ممن يراه ببصره في جنات النعيم -.