( معنى جذلان وبيان غرور الإنسان في الدنيا وأمنه وسروره في الدنيا ونسيانه الآخرة ) جذلان يضحك آمنا متبخترا*** فكأنه قد نال عقد أمان خلع السرور عليه أوفى حلة*** طردت جميع الهم والأحزان يختال في حلل المسرة ناسيا*** ما بعدها من حلة الأكفان حفظ
الشيخ : " جذلان" أي شديد الفرح
" يضحك آمنا متبخترا *** فكأنه قد نال عقد أمان "
كأن الإنسان في هذه الدنيا لطول أمله قد نال عقد أمان أنه لن يرتحل عنها مع أن المنتهى قريب
" خلع السرورُ عليه أوفى حلة *** طردت جميع الهم والأحزان "
يعني أنه مغتبطٌ بالدنيا مسرور بها طردت عنه جميع الهموم والأحزان لكنها في الحقيقة تطرد الهموم والأحزان في لحظة ثم تعود الأحزان فهذه المسرات هي كالدواء المهدئ إذا انتهى مفعولُه عاد الألم أشد يعود الألم أشد ولهذا قال الشاعر وهو صادق :
" لا طيب للعيش ما دامت منغصةً *** لذاته بادكار الموت والهرم "
المنتهى إما موت عاجل أو هرَم يصل الإنسان به إلى حالة الطفولة ويمله حتى أهله أشفق الناس عليه يملونه الطفل يُحن عليه ويحمل باليدين وعلى الأكتاف والهرم يلقى في الأرض كأنه ثوبٌ خلِق لا يهتمون به ولا يؤمنون به شيئاً ولا يرجونه يقول :
" يختال في حُلل المسرة ناسيا *** ما بعدها من حلة الأكفان "
يعني أنت الآن عليك ثياب نظيفة وجميلة وحسنة بهية تذكر أيش؟ ها حلل الأكفان تذكر حينما تدرج بثلاث لفائف ليس فيها جيبٌ فيه نفقة وليس فيها حُلي ولا شيء من الدنيا