هل يجوز إنفاق أموال الزكاة فى شراء الكتب الإسلامية لطلبة العلم الفقراء ؟ حفظ
السائل : يا شيخ هل يجوز إنفاق أموال الزكاة في شراء الكتب الإسلامية لطلبة العلم الفقراء ؟
الشيخ : لا يجوز في رأيّ لأن الزكاة يشترط فيها أن تسلم يدا بيد للفقير ، أما أن يشتري بهذه الأموال أموال الزكاة ، بعض الحاجات للفقراء حتى ولو كانت هذه الحاجات من كتب العلم ، فهذا لا يجوز ينبغي أن تسلم هذه الأموال للفقراء من طلاب العلم وينصحون بأن تنفق في سبيل شراء الكتب ، أو يطلب منهم التوكيل في شراء هذه الكتب ، فإن وكل فبها وإلا كان هو الأحق في أن يتناول هذا المال ويتصرف فيه في حدود مصلحته الشخصية ، هذا الذي نعتقده وهذا الذي يستفاد من النصوص الواردة في الكتاب والسنة هذا يدخل هذا الصرف يدخل ، في عموم قوله تعالى (( وفي سبيل الله )) لو كان هذا العموم مرادا ، من هذه اللفظة أو هذه الجملة من الآية ، ولكن من الخطأ البالغ أن يفسر هذا النص القرآني ، وفي سبيل الله ، بالمعنى الأعم الأشمل لسببين اثنين ، الأول هذا تعطيل أولا لأداة الحصر المذكورة في ابتداء الآية (( إنما الصدقات للفقراء )) ثم لو كان هذا العموم مرادا ، فهو تعطيل للتفصيل المذكور في الآية واضاعة للحكمة من هذا التفصيل المذكور فيها، كان يمكن أن يقال إنما الصدقات في سبيل الله ، وانتهى الأمر ، أما وهو يقول (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) ويعد بقية الأصناف الثمانية ومنها في سبيل الله ، فحشر في سبيل الله في جملة الأصناف الثمانية من جهة وحصر الزكاة بأداة الحصر إنما في هذه الأصناف الثمانية لا يمكن أن يكون معنى وفي سبيل الله ، هو هذا المعنى العام الشامل الذي يذهب إليه بعض الدعاة الإسلاميين اليوم لتوسيع دائرة الانتفاع بأموال الزكاة ، وأنا أعتقد جازما ، بأن من أسباب هذا التوسيع أمران اثنان ، الأمر الأول هو عدم الاعتداد بعلم السلف ، وبتفسير السلف من جهة ، والأمر الآخر أن أغنياء المسلمين لما قصروا عن القيام بواجبات أخرى من الصدقات التي تجب علاوة عن الزكاة لما قصروا ذاك التقصير أرادوا أن يسدوا هذه الثغرة بتأويل النص القرآني ، وتوسيع دائرة استعمال مصارف الزكاة إلى أوسع مدى ممكن ، وهذا في الحقيقة خطأ مزدوج ، يذكرني بالقول المعروف المأثور " أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل " ما يكون معالجة الأخطاء التي يقع فيها العالم الإسلامي بتحوير النصوص وتأويلها إن لم نقل تحريفها إلى معاني لم يكن يعرفها المسلمون من قبل ، في سبيل معالجة بعض الأخطاء التي تقع اليوم ، لأنه هذه المعالجات تشبه تماما ، معالجة أبي نواس الذي كان يقول " وداوني بالتي كانت هي الداء " .
السائل : طيب شيخنا لو وضعنا السؤال بطريقة أخرى .
الشيخ : تفضل .
السائل : يعني رجل دفع زكاة ماله ، إلى مؤسسة جمعية إسلامية أو كذا ، ترعى طلبة فقراء ، ترعاهم في تعليمهم وفي ...
الشيخ : أنا أقول لك مكانك رواح .
السائل : هل يجوز الإنفاق من الزكاة لهم ؟
الشيخ : تعبير سوري مكانك رواح ، هذا نظام عسكري في سوريا لما يكون الجيش ماش ، الضابط يريد إيقافه عن المشي ، لكن ما يريد يجمده ، يريد يظل في حركة لكن بدون تقدم ، يقول له مكانك رواح ، لا يتقدم ولا يتأخر .
السائل : طيب لو وضعناه بصورة أخرى ، سألنا في الحقيقة هذا السؤال للشيخ ابن عثيمين في الحرم المكي ، في العشرة الأواخر فأجاب بأن الداعي في سبيل الله ، هو يصرف عليه في سبيل الله وبما أن الكتب ، يعني سلاح لهذا الداعية فنرى أنه يجوز ذلك أو كما قال يعني فكيف ترد على هذا القول ؟
الشيخ : ردي سبق لكن الآن يحتاج إلى شيء من التوضيح والبيان (( وفي سبيل الله )) في الآية الكريمة ، ما هو سبيل الله ؟
السائل : الجهاد في سبيل الله .
الشيخ : عرفت فالزم - يرحمك الله- سؤال يلي ذاك السؤال إعطاء المال لطالب العلم وهو فقير هو من سبيل الله ؟ أم هو من الفقراء ؟
السائل : الفقراء .
الشيخ : طيب إذا بأي وجه يجاب عن جواز ما نقلته ولا أقول لك ما قاله ابن عثيمين ؟ من أين نأتي بهذا التجويز ، نأتي به من توسيع معنى سبيل الله كما شرحنا آنفا ، لذلك أقول السؤال الأول سبق الجواب عنه بتفصيل ، كما قلت طورت السؤال ، فكان الجواب مكانك راوح ، وطورت السؤال بصورة ثالثة كذلك الجواب ما يزال مكانك رواح ،