ذكر الدعاء في حديث الصدقة ( ... أو ولد صالح يدعو له ) هل يفيد الحصر .؟ حفظ
الشيخ : بالنسبة لأبيه فنعم ، أما بالنسبة لعمته فلا ، وذكر الدعاء بالنسبة للولد الصالح ، هذا لا يفيد الحصر الحديث لا يعني أن الوالد سواء كان الأب أو الأم لا يستفيد من ولده إلا من دعائه الصالح ، هذا لا يعطي الحصر ، وإنما كما هو معروف في الأسلوب العربي من مثل قوله عليه السلام ( الحج عرفة )، هذا لا يعني أنه ما فيه مناسك حج إلا الوقوف بعرفة وإنما هذا من باب ذكر أهم شيء في الحج وهو الوقوف بعرفة ، الحج عرفة لا يعني أن كل الحج الوقوف بعرفة وليس هناك بيات في منى ، ورمي جمرات وبيات في مزدلفة وصلاة الصبح هناك ، وطواف قدوم وطواف إفاضة ، لا ينفي الحديث هذه الأشياء المشروعة هذا أسلوب في اللغة العربية وبه نزل القرآن وجاء الحديث عن الرسول عليه السلام (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر أن قرآن الفجر كان مشهودا ))، ذكر هنا قرآن الفجر ، لا يعني فقط قرآن الفجر وإنما صلاة الفجر ، لكنه ذكر من الصلاة أهم ما فيها من أركان إلا وهي القراءة ، كذلك هنا لما قال هنا وولد صالح يدعو له ، ذكر الدعاء لأنه أهم شيء وأسرع شيء يمكن يستفيده الميت وهو الوالد من ولده ، أما أن الوالدين يستفيدان من الولد الصالح من غير الدعاء فهذا بلا شك أمر مقطوع به بنصوص خاصة بعضها ونصوص عامة بعضها الآخر ، فمثلا " إن أمي افتلتت وعليها نذر فأوفي بنذرها " قال ( نعم ) ، أخرى " عليها حج فأحج عنها ؟ " قال ( نعم ) وحديث الخثعمية وهو من أشهر ما يتعلق في الموضوع ( إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الرحل وقد أدركته فريضة الله الحج ، أفأحج عنه قال حجي عنه )، فإذن لم يأت قوله عليه السلام ولد صالح بمعنى الحصر أما الأحاديث العامة النصوص العامة ، فهو مثل قوله تعالى (( أم لم ينبأ بما في صحف موسى ، وإبراهيم الذي وفى ، أن لا تزروا وازرة أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) بضميمة قوله عليه السلام ( أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده وإن أولادكم من كسبكم ) ، وقوله تعالى (( سنكتب ما قدموا وآثارهم ))، الولد من أثر أبيه ، فكل عمل يفعله الولد الصالح فله للوالد والوالدة منه حظ كبير ، ولهذا من بنى مسجدا عن روح أبيه كما يقولون اليوم ، ونحن نرفع كلمة الروح ، لأنها لغو ونقول من بنى مسجدا عن أبيه ، أي نعم ، فينفع ذلك أباه أكثر مما لو بنى المسجد ولم ينو لأبيه ، لو بنى المسجد لوجه الله فله أجره ولأبيه حظ منه ، لكنه لو بنى المسجد عن أبيه ، الأنفع لأبيه هو هذا دون الأول والعكس بالعكس .
السائل : يعني شيخنا لا يتعدى الأجر الوالدين ؟
الشيخ : أي نعم لا يتعدى الأجر الوالدين في مثل ما نحن فيه
السائل : قلت فيما نحن فيه ، لأنه الأمثلة تختلف باختلاف المتعلقات مثلا رجل علم الناس تلاوة القرآن ، فطالما وجد من هؤلاء الطلبة يتلون القرآن فللمعلم حظه منه ، وهو في قبره ، وهذا أيضا يستفاد من الآية السابقة كذلك الحديث الذي ذكرته ، أو علم ينتفع به وهذا من العلم الذي ينتفع به ، لكن فيما يتعلق بعموم الانتفاع لعمل الرجل ، فهو هذا العموم يتعلق بالوالدين فقط أي نعم .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .
السائل : في موضوع ... بنى مسجدا عن أبيه ، أو بنى مسجد لله بدون عن أبيه ، يبنيه عن أبيه قلت يكون أنفع لأبيه لكن بالنسبة .. ؟
الشيخ : إيش قلت عن أبيه ؟
السائل : لو بنى مسجدا .
الشيخ : لا ما تعيد كلامك ، فقط النقطة هذه عن أبيه إيش قلت عن أبيه .
السائل : عن ابيه
الشيخ : أي صورة .
السائل : الصورة التي نواها عن أبيه أنفع من أن يبني مسجدا ، فإذا بنى مسجدا يكون حظ لأبيه لكن دون الصورة الأولى لأنه لما يبني بنية المسجد عن أبيه يكون أنفع لأبيه .
الشيخ : تمام .
السائل : الآن أيهما أنفع لذلك الشخص أن ينوي عن أبيه أم هكذا ؟
الشيخ : سبق الجواب في هذا ، قلت والعكس بالعكس ، سمعت قولي العكس بالعكس ، يعني إذا بنى المسجد لم ينو لأبيه فهذا أنفع له .
السائل : شيخنا قراءة القرآن ورد فيها شيء للوالدين يقرأ القرآن
الشيخ : هذا سبق الكلام عنه نعم
السائل : بالنسبة ...