الخامسةو الخمسون ان جميع الاعمال انما شرعت إقامة لذكر الله تعالى والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى قال سبحانه وتعالى و اقم الصلاة لذكري قيل المصدر مضاف الى الفاعل أي لاذكرك بها وقيل مضاف الى المذكور أي لتذكروني بها واللام فيها لام التعليل وقيل هي اللام الوقتية أي اقم الصلاة عند ذكري كقوله ^ اقم الصلاة لدلوك الشمس ^ وقوله تعالى ^ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ^ وهذا المعنى يراد بالآية لكن تفسيرها به يجعل معناها فيه نظر لان هذه اللام الوقتية يليها اسماء الزمان والظروف والذكر مصدر الا ان يقدر زمان محذوف أي عند وقت ذكري وهذا محتمل # والأظهر انها لام التعليل أي اقم الصلاة لاجل ذكري ويلزم من هذا ان تكون اقامتها عندذكره واذا ذكرالعبد ربه فذكر الله تعالى سابق على ذكره فانه لما ذكره الهمه ذكره فالمعاني الثلاثة حق # وقال سبحانه وتعالى ^ اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر ^ فقيل المعنى انكم في الصلاة تذكرون الله وهوذاكر من ذكره ولذكر الله تعالى اياكم اكبر من ذكركم اياه وهذا يروي عن ابن عباس وسلمان وابي الدرداء وابن مسعود رضي الله عنهم وذكر ابن ابي الدنيا عن فضيل بن مرزوق عن عطية ^ ولذكر الله اكبر ^ قال هو قوله تعالى ^ فاذكروني اذكركم ^ فذكر الله تعالى لكم اكبر من ذكركم اياه # وقال ابن زيد وقادة معناه ولذكر الله اكبر من كل شئ وقيل لسلمان أي الاعمال افضل فقال اما تقرأ القران ولذكر الله تعالى ويشهد لهذا حديث ابي الدرداء المتقدم # ألا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق الحديث # وكان شيخ الاسلام ابو العباس قدس الله روحه يقول الصحيح ان معنى الاية ان الصلاة فيها مقصودان عظيمان واحدهما اعظم من الاخر فانها تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي مشتملة على ذكر الله تعالى ولما فيها من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وذكر ابن أبي الدنيا عن ابن عباس انه سئل أي العمل افضل قال ذكر الله اكبر وفي السنن عن عائشة عن النبي قال # انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله تعالى رواه ابو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح . حفظ