القراءة من قول المصنف: فقال ابن عباسٍ : هو استفراغ الطاقة فيه وألا يخاف في الله لومة لائمٍ . وقال مقاتلٌ : اعملوا لله حق عمله واعبدوه حق عبادته . وقال عبد الله بن المبارك : هو مجاهدة النفس والهوى . ولم يصب من قال إن الآيتين منسوختان لظنه أنهما تضمنتا الأمر بما لا يطاق وحق تقاته وحق جهاده هو ما يطيقه كل عبدٍ في نفسه وذلك يختلف باختلاف أحوال المكلفين في القدرة والعجز والعلم والجهل . فحق التقوى وحق الجهاد بالنسبة إلى القادر المتمكن العالم شيءٌ وبالنسبة إلى العاجز الجاهل الضعيف شيءٌ وتأمل كيف عقب الأمر بذلك بقوله { هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرجٍ } والحرج الضيق بل جعله واسعًا يسع كل أحدٍ كما جعل رزقه يسع كل حي وكلف العبد بما يسعه العبد ورزق العبد ما يسع العبد فهو يسع تكليفه ويسعه رزقه وما جعل على عبده في الدين من حرجٍ بوجه ما قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة حفظ