القراءة من قول المصنف: وعلى هذا فيزول الإشكال الذي بين حديث ابن مسعودٍ وزيد بن أرقم ويكون ابن مسعودٍ قدم في المرة الوسطى بعد الهجرة قبل بدرٍ إلى المدينة وسلم عليه حينئذٍ فلم يرد عليه وكان العهد حديثًا بتحريم الكلام كما قال زيد بن أرقم ويكون تحريم الكلام بالمدينة لا بمكة وهذا أنسب بالنسخ الذي وقع في الصلاة والتغيير بعد الهجرة كجعلها أربعًا بعد أن كانت ركعتين ووجوب الاجتماع لها . فإن قيل ما أحسنه من جمعٍ وأثبته لولا أن محمد بن إسحاق قد قال ما حكيتم عنه أن ابن مسعودٍ أقام بمكة بعد رجوعه من الحبشة حتى هاجر إلى المدينة وشهد بدرًا وهذا يدفع ما ذكر . قيل إن كان محمد بن إسحاق قد قال هذا فقد قال محمد بن سعدٍ في " طبقاته " : إن ابن مسعودٍ مكث يسيرًا بعد مقدمه ثم رجع إلى أرض الحبشة وهذا هو الأظهر لأن ابن مسعودٍ لم يكن له بمكة من يحميه وما حكاه ابن سعدٍ قد تضمن زيادة أمرٍ خفي على ابن إسحاق وابن إسحاق لم يذكر من حدثه ومحمد بن سعدٍ أسند ما حكاه إلى المطلب بن عبد الله بن حنطبٍ فاتفقت الأحاديث وصدق بعضها بعضًا وزال عنها الإشكال و لله الحمد والمنة حفظ