القراءة من قول المصنف: فصلٌ فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجهزوا وخرجوا وحملوا وساقوا الذراري والأطفال والأموال إلى الأوس والخزرج وعرفوا أن الدار دار منعةٍ وأن القوم أهل حلقةٍ وشوكةٍ وبأسٍ فخافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ولحوقه بهم فيشتد عليهم أمره فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحدٌ من أهل الرأي والحجا منهم ليتشاوروا في أمره وحضرهم وليهم وشيخهم إبليس في صورة شيخٍ كبيرٍ من أهل نجدٍ مشتملٌ الصماء في كسائه فتذاكروا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار كل أحدٍ منهم برأيٍ والشيخ يرده ولا يرضاه إلى أن قال أبو جهلٍ : قد فرق لي فيه رأيٌ ما أراكم قد وقعتم عليه قالوا : ما هو ؟ قال أرى أن نأخذ من كل قبيلةٍ من قريشٍ غلامًا نهدًا جلدًا ثم نعطيه سيفًا صارمًا فيضربونه ضربة رجلٍ واحدٍ فيتفرق دمه في القبائل فلا تدري بنو عبد منافٍ بعد ذلك كيف تصنع ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ونسوق إليهم ديته فقال الشيخ لله در الفتى هذا والله الرأي قال فتفرقوا على ذلك واجتمعوا عليه حفظ