القراءة من قول المصنف: فطولبوا بعدالة البينة وقيل لا تقبل العدالة إلا بتزكيةٍ { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ } فتأخر أكثر المدعين للمحبة وقام المجاهدون فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فسلموا ما وقع عليه العقد فإن { الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } وعقد التبايع يوجب التسليم من الجانبين فلما رأى التجار عظمة المشتري وقدر الثمن وجلالة قدر من جرى عقد التبايع على يديه ومقدار الكتاب الذي أثبت فيه هذا العقد عرفوا أن للسلعة قدرًا وشأنًا ليس لغيرها من السلع فرأوا من الخسران البين والغبن الفاحش أن يبيعوها بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ تذهب لذتها وشهوتها وتبقى تبعتها وحسرتها فإن فاعل ذلك معدودٌ في جملة السفهاء فعقدوا مع المشتري بيعة الرضوان رضًى واختيارًا من غير ثبوت خيارٍ وقالوا : والله لا نقيلك ولا نستقيلك حفظ