القراءة من قول المصنف: ولما قسم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السبي لثابت بن قيس بن شماسٍ ، فكاتبته على نفسها ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها وتزوجها ، فأعتق بتزوجه إياها مئةً من أهل بيت بني المصطلق إكرامًا لصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهي من صريح العرب ، ولم يكونوا يتوقفون في وطء سبايا العرب على الإسلام بل كانوا يطئونهن بعد الاستبراء وأباح الله لهم ذلك ولم يشترط الإسلام بل قال تعالى : { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } فأباح وطء ملك اليمين وإن كانت محصنةً إذا انقضت عدتها بالاستبراء وقال له سلمة بن الأكوع ، لما استوهبه الجارية الفزارية من السبي والله يا رسول الله لقد أعجبتني ، وما كشفت لها ثوبًا ولو كان وطؤها حرامًا قبل الإسلام عندهم لم يكن لهذا القول معنًى ، ولم تكن قد أسلمت لأنه قد فدى بها ناسًا من المسلمين بمكة ، والمسلم لا يفادى به وبالجملة فلا نعرف في أثرٍ واحدٍ قط اشتراط الإسلام منهم قولًا أو فعلًا في وطء المسبية فالصواب الذي كان عليه هديه وهدي أصحابه استرقاق العرب ، ووطء إمائهن المسبيات بملك اليمين من غير اشتراط الإسلام . حفظ