القراءة من قول المصنف: والمقصود التنبيه على هديه واقتباس الأحكام من سيرته ومغازيه ووقائعه صلوات الله عليه وسلامه . ولما أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر في الأرض كان يبعث كل عامٍ من يخرص عليهم الثمار فينظر كم يجنى منها ، فيضمنهم نصيب المسلمين ويتصرفون فيها وكان يكتفي بخارصٍ واحدٍ . ففي هذا دليلٌ على جواز خرص الثمار البادي صلاحها كثمر النخل وعلى جواز قسمة الثمار خرصًا على رءوس النخل ويصير نصيب أحد الشريكين معلومًا وإن لم يتميز بعد لمصلحة النماء وعلى أن القسمة إفرازٌ لا بيعٌ وعلى جواز الاكتفاء بخارصٍ واحدٍ وقاسمٍ واحدٍ وعلى أن لمن الثمار في يده أن يتصرف فيها بعد الخرص ويضمن نصيب شريكه الذي خرص عليه . فلما كان في زمن عمر ، ذهب عبد الله ابنه إلى ماله بخيبر ، فعدوا عليه فألقوه من فوق بيتٍ ففكوا يده فأجلاهم عمر منها إلى الشام ، وقسمها بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية حفظ