القراءة من قول المصنف: وأحاديث الفتنة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها باعتزال الطائفتين هي هذه الفتنة . وقد تأتي الفتنة مرادًا بها المعصية كقوله تعالى : { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني } ، يقوله الجد بن قيسٍ ، لما ندبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، يقول ائذن لي في القعود ولا تفتني بتعرضي لبنات بني الأصفر فإني لا أصبر عنهن قال تعالى : { ألا في الفتنة سقطوا } أي وقعوا في فتنة النفاق وفروا إليها من فتنة بنات الأصفر . والمقصود أن الله سبحانه حكم بين أوليائه وأعدائه بالعدل والإنصاف ولم يبرئ أولياءه من ارتكاب الإثم بالقتال في الشهر الحرام بل أخبر أنه كبيرٌ أكبر وأعظم من مجرد القتال في الشهر الحرام فهم أحق بالذم والعيب والعقوبة لا سيما وأولياؤه كانوا متأولين في قتالهم ذلك أو مقصرين نوع تقصيرٍ يغفره الله لهم في جنب ما فعلوه من التوحيد والطاعات والهجرة مع رسوله وإيثار ما عند الله فهم كما قيل وإذا الحبيب أتى بذنبٍ واحدٍ جاءت محاسنه بألف شفيعٍ فكيف يقاس ببغيضٍ عدو جاء بكل قبيحٍ ولم يأت بشفيعٍ واحدٍ من المحاسن . حفظ