القراءة من قول المصنف: ولما رأى المنافقون ومن في قلبه مرضٌ قلة حزب الله وكثرة أعدائه ظنوا أن الغلبة إنما هي بالكثرة وقالوا : { غر هؤلاء دينهم } ، فأخبر سبحانه أن النصر بالتوكل عليه لا بالكثرة ولا بالعدد والله عزيزٌ لا يغالب حكيمٌ ينصر من يستحق النصر وإن كان ضعيفًا ، فعزته وحكمته أوجبت نصر الفئة المتوكلة عليه .
ولما دنا العدو وتواجه القوم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فوعظهم وذكرهم بما لهم في الصبر والثبات من النصر والظفر العاجل وثواب الله الآجل وأخبرهم أن الله قد أوجب الجنة لمن استشهد في سبيله فقام عمير بن الحمام ، فقال يا رسول الله جنةٌ عرضها السماوات والأرض ؟ قال نعم . قال بخٍ بخٍ يا رسول الله ، قال ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ ؟ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها حفظ