القراءة من قول المصنف: وأنه يحسن منه كل شيءٍ حتى تعذيب من أفنى عمره في طاعته فيخلده في أسفل السافلين وينعم من استنفد عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه فيرفعه إلى أعلى عليين وكلا الأمرين عنده في الحسن سواءٌ ولا يعرف امتناع أحدهما ووقوع الآخر إلا بخبرٍ صادقٍ وإلا فالعقل لا يقضي بقبح أحدهما وحسن الآخر فقد ظن به ظن السوء . ومن ظن به أنه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله بما ظاهره باطلٌ وتشبيهٌ وتمثيلٌ وترك الحق لم يخبر به وإنما رمز إليه رموزًا بعيدةً وأشار إليه إشاراتٍ ملغزةً لم يصرح به وصرح دائمًا بالتشبيه والتمثيل والباطل وأراد من خلقه أن يتعبوا أذهانهم وقواهم وأفكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غير تأويله حفظ