هل هناك قشر ولب فى الدين ؟ حفظ
الحلبي : شيخنا قد يرد تتمة للموضوع ، قد يلبس الشيطان على البعض ، فيلطف من عبارة أن هذا من الأشياء التافهة وما شابه ذلك ، فيقول هذه قشور يعني وإنما يهمنا اللباب وما شابه ذلك ، وهذه كثيرا ما نسمعها ولعلها تلقى في بعض النفوس ، خاصة أنه كلامكم كان عن قضيتين من قضايا الشخصية الإسلامية أو مظهر الشخصية الإسلامية فحبذا لو توضح هذه القاعدة .
الشيخ : الحقيقة أنه هذه الكلمة أنه الذي ذكرها الأخ ، نسمعها أيضا أحيانا ، لكن كل الدروب على الطاحون ، سواء قيل هذه من توافه الأمور أو هذه من القشور ، فكل من اللفظتين من إحدى الكبر ، لماذا ؟ لأنه لا يصح لنا أيضا ، كما قلنا بالنسبة لمن يقول من توافه الأمور ، هذا أمر تافه ، كذلك لا يصح لنا أن نقول بعد أن عرفنا ما تعلق من الأحكام ومن الأحاديث في موضوع إعفاء اللحية ، ما ينبغي أن يقال هذه من القشور ، ولكن إذا قيل بهذا اللفظ ، دون اللفظ الآخر ، انفتح أمامنا أمر آخر لتعليل هذه الكلمة لو صح النطق بها ، هم يعنون بلا شك ، يعنون حينما يقولون ، أنه هذه المسألة أو تلك من القشور ، ودعونا من القشور وخلينا نهتم باللباب يعنون بذلك الأمور التي يجوز للمسلم أن يتركها ، لكن إن عنوا ذلك فقد أخطأوا مرتين الخطأ الأول أنهم أعطوا حكم السنة هل يجوز للمسلم أن يتركها ولا إثم عليه في ذلك ، أعطوا هذا الحكم حكم السنة لما هو فرض لازم ، هذا الخطأ الأول ، الخطأ الثاني هب أن الأمر سنة ، ولكن التعبير أيضا عن السنة بلفظة قشر ، أيضا هذا خطأ لماذا ؟ لأنهم حينما يتلفظون بهذه الكلمة ، يعنون أن لا نبالي ، بهذه السنن ونقول هذا جدلا على افتراض أنهم يعنون السنن فقط أيضا لا يجوز أن نطلق لفظة القشور على السنن التي فعلها الرسول عليه السلام ، وتقرب بها إلى الله زلفى لماذا لا يجوز ، لسببين اثنين ، السبب الأول أن هذه السنن هي لها وزن في الشريعة ، لكنهم لا يعلمون وزنها في الشريعة ، أنها في كثير من الأحيان ، تكون سببا لتدارك ما فات من النقص في الفرائض ، وهذا وصريح في قوله عليه السلام ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن تمت فقد أفلح وأنجح ،وإن نقصت فقد خسر ) وفي حديث آخر وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع ، فتتموا له به فريضته ) ، التطوع يعني سنة ، يعني غير واجب -يرحمك الله- فهذا الحديث يصرح بأن السنن تتمم بها الفرائض ، فكيف يليق بالمسلم أن لا يحض المسلمون عليها ، بل هو يبعدهم عنها بكلمة منفرة هذه قشور ، لا قيمة لها ، هذا خطأ مزدوج أولا من حيث المعنى لأنه لها قيمة لها ، كما ذكرنا مثالا بالنسبة ( فأتموا له فريضته ) ثانيا من حيث إنهم يطلقون كلمة قشور كالتوافه من الأمور يطلقونها على ما شرع الرسول عليه السلام ولو بطريق الاستحباب ، حينئذاك نحن نقول من أين أخذوا هم كلمة القشور ؟ أخذوها من بعض الثمار ، من بعض الثمار التي لها قشور ، فيؤكل لبها ويرمى قشرها ، حسنا، هذا الاستعمال أخذ من قياس الأحكام الشرعية على القشور التي خلقها الله في بعض الثمار ، نعود هنا لنقول هل خلق الله لهذا القشر المحافظ والمحيط باللب هو عبث . لولا هذا القشر ما سلم اللب ، وهذا يا جماعة واضح جدا ، في هذا المثال المادي يعني في الثمار ، هذه القشور ما خلقت عبثا وإنما فائدتها معروفة حتى عند أصحاب كلمة القشور ، هذه الفائدة المادية معروفة عندهم لكن سبحان الله (( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) إذا كان القشر في ثمر ما مفيد لهذا الثمر ومحافظ على اللب وهذا معروف حتى عند الكفار ، أفلا يكون معروفا عند المسلمين أن ما يسمونه من الأحكام الشرعية ، بأنه من القشور هو شأنه تماما ، كشأن ايش ؟ القشور في الثمار فلم تكن القشور في الثمار ، خلقا من الله عبثا ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، فكذلك لم تكن هذه القشور بلفظهم التي يطلقونها على السنن لم تكن شرعا من الله عبثا وإنما هذا أمره واضح جدا ، الإنسان الذي يكثر من الاتيان بهذه العبادات ولو كانت في مستوى السنن والمستحبات فهو بلا شك يزداد بذلك تقربا إلى الله تبارك وتعالى ويزداد بذلك حسنات ودرجات عند الله ، وبخاصة الحديث السابق أن رب العالمين يستدرك لعباده المقصرين في بعض الفرائض ، يتمم تلك الفرائض من هذه السنن والنوافل ، إذن نهاية المطاف في هذا البحث أن استعمال لفظة القشور كلفظة التوافه من الأمور هذا خطأ شرعا من كل النواحي سواء من الناحية الشرعية أو من الناحية القياسية ، فواضح جدا أن القشر في الثمر ضروري وجوده ، وإلا لولاه لم نأكل الثمر ، كذلك هذه السنن التي يسمونها ظلما وبغيا وعدوانا بالقشور ، لولا هذه السنن لما ازداد الإنسان تقربا بها إلى الله تبارك وتعالى ، ولما سد بها نقص وقع له في فرضه ، هذا تعليق على سؤال الأخ جزاه الله خيرا .
السائل : نرى بعض إخواننا يطلق لحيته قليلا ، فإذا زادت يعني أخذ منها وقصرها ، فلا هي طويلة كما قال صلى الله عليه وسلم ( أعفوا اللحى )
الشيخ : الحقيقة أنه هذه الكلمة أنه الذي ذكرها الأخ ، نسمعها أيضا أحيانا ، لكن كل الدروب على الطاحون ، سواء قيل هذه من توافه الأمور أو هذه من القشور ، فكل من اللفظتين من إحدى الكبر ، لماذا ؟ لأنه لا يصح لنا أيضا ، كما قلنا بالنسبة لمن يقول من توافه الأمور ، هذا أمر تافه ، كذلك لا يصح لنا أن نقول بعد أن عرفنا ما تعلق من الأحكام ومن الأحاديث في موضوع إعفاء اللحية ، ما ينبغي أن يقال هذه من القشور ، ولكن إذا قيل بهذا اللفظ ، دون اللفظ الآخر ، انفتح أمامنا أمر آخر لتعليل هذه الكلمة لو صح النطق بها ، هم يعنون بلا شك ، يعنون حينما يقولون ، أنه هذه المسألة أو تلك من القشور ، ودعونا من القشور وخلينا نهتم باللباب يعنون بذلك الأمور التي يجوز للمسلم أن يتركها ، لكن إن عنوا ذلك فقد أخطأوا مرتين الخطأ الأول أنهم أعطوا حكم السنة هل يجوز للمسلم أن يتركها ولا إثم عليه في ذلك ، أعطوا هذا الحكم حكم السنة لما هو فرض لازم ، هذا الخطأ الأول ، الخطأ الثاني هب أن الأمر سنة ، ولكن التعبير أيضا عن السنة بلفظة قشر ، أيضا هذا خطأ لماذا ؟ لأنهم حينما يتلفظون بهذه الكلمة ، يعنون أن لا نبالي ، بهذه السنن ونقول هذا جدلا على افتراض أنهم يعنون السنن فقط أيضا لا يجوز أن نطلق لفظة القشور على السنن التي فعلها الرسول عليه السلام ، وتقرب بها إلى الله زلفى لماذا لا يجوز ، لسببين اثنين ، السبب الأول أن هذه السنن هي لها وزن في الشريعة ، لكنهم لا يعلمون وزنها في الشريعة ، أنها في كثير من الأحيان ، تكون سببا لتدارك ما فات من النقص في الفرائض ، وهذا وصريح في قوله عليه السلام ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن تمت فقد أفلح وأنجح ،وإن نقصت فقد خسر ) وفي حديث آخر وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع ، فتتموا له به فريضته ) ، التطوع يعني سنة ، يعني غير واجب -يرحمك الله- فهذا الحديث يصرح بأن السنن تتمم بها الفرائض ، فكيف يليق بالمسلم أن لا يحض المسلمون عليها ، بل هو يبعدهم عنها بكلمة منفرة هذه قشور ، لا قيمة لها ، هذا خطأ مزدوج أولا من حيث المعنى لأنه لها قيمة لها ، كما ذكرنا مثالا بالنسبة ( فأتموا له فريضته ) ثانيا من حيث إنهم يطلقون كلمة قشور كالتوافه من الأمور يطلقونها على ما شرع الرسول عليه السلام ولو بطريق الاستحباب ، حينئذاك نحن نقول من أين أخذوا هم كلمة القشور ؟ أخذوها من بعض الثمار ، من بعض الثمار التي لها قشور ، فيؤكل لبها ويرمى قشرها ، حسنا، هذا الاستعمال أخذ من قياس الأحكام الشرعية على القشور التي خلقها الله في بعض الثمار ، نعود هنا لنقول هل خلق الله لهذا القشر المحافظ والمحيط باللب هو عبث . لولا هذا القشر ما سلم اللب ، وهذا يا جماعة واضح جدا ، في هذا المثال المادي يعني في الثمار ، هذه القشور ما خلقت عبثا وإنما فائدتها معروفة حتى عند أصحاب كلمة القشور ، هذه الفائدة المادية معروفة عندهم لكن سبحان الله (( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) إذا كان القشر في ثمر ما مفيد لهذا الثمر ومحافظ على اللب وهذا معروف حتى عند الكفار ، أفلا يكون معروفا عند المسلمين أن ما يسمونه من الأحكام الشرعية ، بأنه من القشور هو شأنه تماما ، كشأن ايش ؟ القشور في الثمار فلم تكن القشور في الثمار ، خلقا من الله عبثا ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، فكذلك لم تكن هذه القشور بلفظهم التي يطلقونها على السنن لم تكن شرعا من الله عبثا وإنما هذا أمره واضح جدا ، الإنسان الذي يكثر من الاتيان بهذه العبادات ولو كانت في مستوى السنن والمستحبات فهو بلا شك يزداد بذلك تقربا إلى الله تبارك وتعالى ويزداد بذلك حسنات ودرجات عند الله ، وبخاصة الحديث السابق أن رب العالمين يستدرك لعباده المقصرين في بعض الفرائض ، يتمم تلك الفرائض من هذه السنن والنوافل ، إذن نهاية المطاف في هذا البحث أن استعمال لفظة القشور كلفظة التوافه من الأمور هذا خطأ شرعا من كل النواحي سواء من الناحية الشرعية أو من الناحية القياسية ، فواضح جدا أن القشر في الثمر ضروري وجوده ، وإلا لولاه لم نأكل الثمر ، كذلك هذه السنن التي يسمونها ظلما وبغيا وعدوانا بالقشور ، لولا هذه السنن لما ازداد الإنسان تقربا بها إلى الله تبارك وتعالى ، ولما سد بها نقص وقع له في فرضه ، هذا تعليق على سؤال الأخ جزاه الله خيرا .
السائل : نرى بعض إخواننا يطلق لحيته قليلا ، فإذا زادت يعني أخذ منها وقصرها ، فلا هي طويلة كما قال صلى الله عليه وسلم ( أعفوا اللحى )