تتمة المناقشة السابقة . حفظ
يعني كونهم ييئسون لا يعني ذلك أنه لابد أن يكون هو الواقع صح، كما يئس الشيطان أن يعبد في الجزيرة وعبد ، بعد هذا نقول اليأس الذي وقعت في قلوب الكفار لما رأوا الفتح العظيم وانتصار الإسلام قالوا خلاص ما الآن يمكن للعرب أن يرتدوا ، وهذا بناء على عقيدتهم والواقع خلاف ذلك .
الشيخ : قوله عز وجل: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) أل هنا لأي عهد ؟
الطالب : للعهد الحضوري ،
الشيخ : العهد الحضوري ؟ أيش الحضوري ؟ ما عندنا اسم إشارة ؟
الشيخ : اليوم إشارة إلى اليوم الحاضر يعني اليوم الحاضر ، أي يوم هو ؟
الطالب : يوم عرفة
الشيخ : يوم عرفة ، أي يوم الأسبوع ؟
الطالب : يوم الجمعة ،
الشيخ : طيب أحسنت .
الشيخ : قوله تعالى: (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) (( فمن اضطر )) قراءتان ؟ فيها قراءتان ما هما ؟
الطالب : ما أخذناها ،
الشيخ : الآن نأخذها: (( فمن اضطر )) بالكسر (( فمن اضطر )) بالضم ، يعني فيها قراءتان : (( فمن اضطر )) لمناسبة الضمة في الفعل (( اضطر )) قراءة الثانية: (( فمن اضطر )) على الأصل وهو كسر الساكن عند التقاء الساكنين ، (( فمن اضطر )) هذه واحدة ، الضم والكسر بالنون (( فمن اضطر )) و(( فمن اضطر )) النون مضمومة ومكسورة ، أي نعم التقاء الساكنين ، الهمزة همزة وصل ، وهمزة الوصل ساكنة أو المتحركة ؟ ساكنة ، لكن والأصل إذا التقى الساكنين يكسر نصبه ، هذا الأصل ، لكن هنا ضمت لمناسبة ضم التاء ، لأنه قد تكون أيسر في النطق (( فمن اضطر )) قد تكون أسهل على الإنسان من (( فمن اضطر )) .
الشيخ : ما المراد بالمخمصة ؟
الطالب : الجوع ،
الشيخ : نعم المخمصة الجوع .
الشيخ : في آية أخرى: (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد )) هل بينهما تعارض ؟
الطالب : لا ما في تعارض ،
الشيخ : كيف ؟ طيب إذا (( غير باغ )) للميتة ، (( ولا عاد )) آكل أكثر من الضرورة ، لكن بعض العلماء فسر الباغي بالخارج على الإيمان ، والعادي الآثم بسفره ، فهل هذا تفسير صحيح ؟ ما ذكرت ؟ لا إله إلا الله ـ الظاهر أنتم تنسون .
في قوله تعالى: (( فمن اضطر في مخمصة )) أي مجاعة (( غير متجانف لإثم )) أي مائل إلى الإثم ، وذلك بأكله بدون الضرورة أو بالزيادة على الضرورة ، لكن (( غير باغ ولا عاد )) في آية أخرى ، فمنهم من قال: (( غير باغ ولا عاد )) تفسر آية المائدة وآية المائدة من آخر ما نزل، فيكون غير باغ لأكل الميتة ولا عاد آكل أكثر من ضرورة ، وهذا تفسير مطابق للآية ، وبعضهم قال: (( غير باغ )) البغاة هم الذي يخرجون على الإمام (( ولا عاد )) أي ولا عاص في سفرهم ، ولكن يقال أين هذا المعنى من الآية ؟ بعيد جدا ، ولهذا قالوا من كان عاصيا في سفره فإنه وإن اضطر وإن مات لا يأكل من الميتة، لأنهم اشترطوا أن يكون السفر مباحا ، والصحيح خلاف ذلك ، الصحيح أن القرآن يفسر بعضه بعضا ، وأن قوله: (( غير باغ ولا عاد )) تطابق قوله: (( في مخمصة غير متجانف لإثم )) تطابقها تماما . في الآية الكريمة قال: (( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )) فهل نأخذ من هذا حكما للمضطر إلى الميتة ؟ فمن اضطر فإن الله غفور رحيم ويش تفهم من الآية ؟ يعني من اضطر فإن الله غفور رحيم يعني فيغفر الله له ؟ لا يعاقبه الله ، لا يؤاخذه يعني أن الله يغفر له ويرحمه فغفر له الذنب بتناول هذا المحرم ورحمه بإباحته له . ذكرنا لكم على هذه الآية أو غيرها على أن ما تختم به الآية يؤخذ منه حكم أو ما ذكرنا ؟ ذكرناها ، ومن أمثلة هذه الآية ، من أمثلته في قطاع الطريق: (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم )) أي فهي تسقط عنهم ال ، وذكرنا لكم قصة عن أعرابي سمع قارئ يقرأ قوله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم ، فقال الأعرابي للقارئ: أخطأت اقرأ ، فأعادها على ما قرأها أولا: نكالا من الله والله غفور رحيم، فقال أعدها ما هكذا ؟ فقال: (( نكالا من الله والله عزيز حكيم )) فقال: أصبت ، وجه ذلك لأنه عز وحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع، وهذا صحيح هذا استنباط واضح ، طيب إذا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم غفر له ذنبه بأكله بل وأحل له ذلك برحمة الله . أخذنا فوائدها أظن ؟ نعم .