تتمة تفسير الآية السابقة حفظ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله أن يجعل عليكم من حرج ولكن يريد أن ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، انتهينا إلى قوله تعالى: (( فلم تجدوا ماء فتيمموا )) ، قال الله تعالى: (( فلم تجدوا ماء )) أي ماء تتطهرون به طهارة صغرى وطهارة كبرى ، (( فتيمموا صعيدا )) تيمموا أي اقصدوا ، فالتيمم في اللغة: القصد ، ومنه قول الشاعر:
تيممتها من أدرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
فمعنى تيممتها أي قصدتها ، من أدرعات وهي بلدة في الشام ، وأهلها بيثرب أي بالمدينة ، أدنى دارها نظر عالي. وقوله: (( صعيدا )) الصعيد كلما تصاعد على وجه الأرض من رمل أو جبل أو أودية أو غير ذلك . (( طيبا )) أي طاهرا لأن طيب كل شيء بحسبه ، فالطيب من الحيوان ما حل أكله ، والطيب من الأعمال ما كان مرضيا عند الله عزوجل ، فكل موضع يفسر الطيب بما يناسبه ، فقوله هنا: (( طيبا )) أي طاهرا . (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) امسحوا بوجوهكم يعني من هذا الصعيد ، والمسح الإمرار باليد على الوجه، والمسح باليد إمرار إحدى اليدين على الأخرى . وقوله: (( منه )) قيل: إن من للتبعيض ، وعلى هذا فلابد أن يعلق باليد شيء من هذا التراب ، وقيل: إن من للابتداء أي مسحا يكون ابتداءه من هذا الصعيد . وقوله: (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج )) ما نافية و(( يريد )) هنا إرادة شرعية أي ما يحب الله عزوجل ، وقوله: (( ليجعل عليكم من حرج )) اللام هنا الزائدة لأن التقدير: ما يريد الله أن يجعل عليكم من حرج ، ويمكن أن نقول إن اللام هنا على أصلها ليست زائدة ونقدر الكلام ما يريد الله ليجعل عليكم أي ما يريد الله لذلك . وقوله: (( ليجعل عليكم )) أي ليصير عليكم من حرج ، ومن في قوله: (( من حرج )) زائدة إعرابا لكنها لها معنى وهي تأكيد النفي وعمومه ، والحرج هو الضيق أي إن الله تعالى لم يرد أن يجعل علينا أي بما فرض علينا من الوضوء والغسل والتيمم شيئا يضيق علينا ولكن ـ وهذا استدراك ـ ولكن يريد ليطهركم ، ونقول في (( ولكن يريد ليطهركم )) كما قلنا في (( يريد الله ليجعل عليكم )) . وقوله: (( ليطهركم )) أي طهارة حسية ظاهرة وطهارة معنوية ، أما الوضوء والغسل بالماء فالطهارة فيهما حسية ومعنوية، أما الحسية فإنها ظاهرة لكون الإنسان يغسل هذه الأعضاء أو يغسل البدن كله فينظفه ، وأما المعنوية فلأن في الوضوء تكفير السيئات ومحو الخطيئات ، وأما التيمم فإنه طهارة معنوية وذلك لأن فيه كمال التعبد لله عزوجل ، حيث إن الإنسان يتيمم هذا الصعيد ويمسح به وجهه ويديه . وقوله: (( وليتم نعمته )) يعني ويريد أيضا يتم نعمته عليكم أي بما شرعه لكم من العبادات إذ لو لا أن شرع الله لنا هذه العبادات لكان فعلنا لها بدعة تبعدنا عن الله عزوجل ، ولكنه شرعها لتكون عبادة له نتقرب بها إلى الله ونتذلل بها عند الله عز وجل . (( لعلكم )) لعل هنا لأيش ؟ للتعليل وليس للترجي ، لأن الرجاء طلب ما فيه عسر ، والله عزوجل لا يتأتى بحقه ذلك لأن كل شيء سهل عليه ، فتكون هنا للتعليل وهي كثيرا في القرآن بهذا . (( لعلكم تشكرون )) أي تشكرون الله عزوجل على نعمه ، والشكر يكون في القلب ويكون في اللسان ويكون في الجوارح .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، انتهينا إلى قوله تعالى: (( فلم تجدوا ماء فتيمموا )) ، قال الله تعالى: (( فلم تجدوا ماء )) أي ماء تتطهرون به طهارة صغرى وطهارة كبرى ، (( فتيمموا صعيدا )) تيمموا أي اقصدوا ، فالتيمم في اللغة: القصد ، ومنه قول الشاعر:
تيممتها من أدرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
فمعنى تيممتها أي قصدتها ، من أدرعات وهي بلدة في الشام ، وأهلها بيثرب أي بالمدينة ، أدنى دارها نظر عالي. وقوله: (( صعيدا )) الصعيد كلما تصاعد على وجه الأرض من رمل أو جبل أو أودية أو غير ذلك . (( طيبا )) أي طاهرا لأن طيب كل شيء بحسبه ، فالطيب من الحيوان ما حل أكله ، والطيب من الأعمال ما كان مرضيا عند الله عزوجل ، فكل موضع يفسر الطيب بما يناسبه ، فقوله هنا: (( طيبا )) أي طاهرا . (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) امسحوا بوجوهكم يعني من هذا الصعيد ، والمسح الإمرار باليد على الوجه، والمسح باليد إمرار إحدى اليدين على الأخرى . وقوله: (( منه )) قيل: إن من للتبعيض ، وعلى هذا فلابد أن يعلق باليد شيء من هذا التراب ، وقيل: إن من للابتداء أي مسحا يكون ابتداءه من هذا الصعيد . وقوله: (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج )) ما نافية و(( يريد )) هنا إرادة شرعية أي ما يحب الله عزوجل ، وقوله: (( ليجعل عليكم من حرج )) اللام هنا الزائدة لأن التقدير: ما يريد الله أن يجعل عليكم من حرج ، ويمكن أن نقول إن اللام هنا على أصلها ليست زائدة ونقدر الكلام ما يريد الله ليجعل عليكم أي ما يريد الله لذلك . وقوله: (( ليجعل عليكم )) أي ليصير عليكم من حرج ، ومن في قوله: (( من حرج )) زائدة إعرابا لكنها لها معنى وهي تأكيد النفي وعمومه ، والحرج هو الضيق أي إن الله تعالى لم يرد أن يجعل علينا أي بما فرض علينا من الوضوء والغسل والتيمم شيئا يضيق علينا ولكن ـ وهذا استدراك ـ ولكن يريد ليطهركم ، ونقول في (( ولكن يريد ليطهركم )) كما قلنا في (( يريد الله ليجعل عليكم )) . وقوله: (( ليطهركم )) أي طهارة حسية ظاهرة وطهارة معنوية ، أما الوضوء والغسل بالماء فالطهارة فيهما حسية ومعنوية، أما الحسية فإنها ظاهرة لكون الإنسان يغسل هذه الأعضاء أو يغسل البدن كله فينظفه ، وأما المعنوية فلأن في الوضوء تكفير السيئات ومحو الخطيئات ، وأما التيمم فإنه طهارة معنوية وذلك لأن فيه كمال التعبد لله عزوجل ، حيث إن الإنسان يتيمم هذا الصعيد ويمسح به وجهه ويديه . وقوله: (( وليتم نعمته )) يعني ويريد أيضا يتم نعمته عليكم أي بما شرعه لكم من العبادات إذ لو لا أن شرع الله لنا هذه العبادات لكان فعلنا لها بدعة تبعدنا عن الله عزوجل ، ولكنه شرعها لتكون عبادة له نتقرب بها إلى الله ونتذلل بها عند الله عز وجل . (( لعلكم )) لعل هنا لأيش ؟ للتعليل وليس للترجي ، لأن الرجاء طلب ما فيه عسر ، والله عزوجل لا يتأتى بحقه ذلك لأن كل شيء سهل عليه ، فتكون هنا للتعليل وهي كثيرا في القرآن بهذا . (( لعلكم تشكرون )) أي تشكرون الله عزوجل على نعمه ، والشكر يكون في القلب ويكون في اللسان ويكون في الجوارح .