تتمة تفسير الآية السابقة.<<......و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون >> حفظ
(( لعلكم )) لعل هنا لأيش ؟ للتعليل وليس للترجي ، لأن الرجاء طلب ما فيه عسر ، والله عزوجل لا يتأتى بحقه ذلك لأن كل شيء سهل عليه ، فتكون هنا للتعليل وهي كثيرا في القرآن بهذا . (( لعلكم تشكرون )) أي تشكرون الله عزوجل على نعمه ، والشكر يكون في القلب، ويكون في اللسان، ويكون في الجوارح ، وعلى هذا قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا
ما معنى البيت ؟ معنى البيت أن نعمائكم علي ملكتم بها يدي ولساني والضمير المحجبا، فنعمائكم أفادتكم هذه الثلاثة ملكتموها . الشكر بالقلب أن يعترف الإنسان بقلبه بأن هذه النعمة من الله عزوجل، ويحب الله عزوجل لذلك أي لكونه أنعم، ولهذا جاء في الحديث: ( أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم ) . الشكر باللسان: الثناء على الله بها كما قال الله تعالى: (( وأما بنعمة ربك فحدث )) ومن ذلك أي من الشكر باللسان القيام بكل قول يقرب إلى الله عزوجل، أما الثالث فهو الجوارح: أن يقوم الإنسان بما يلزمه نحو هذه النعمة فمثلا إذا كان مالا فقيامه بشكره أن يؤدي الزكاة إلى أهلها ، وكذلك إذا كانت عملا آخر يحتاج إلى حركة بالجوارح فلابد من أن يقوم بهذه الحركة ، فالشكر إذا محله القلب واللسان والجوارح . فإذا قال قائل: أيهما أعم الحمد أو الشكر ؟ قلنا بينهما عموم وخصوص وجهي، ومعنى وجهي أي أن أحدهما أعم من الآخر من وجه وأخص من الآخر ، فباعتبار السبب الأخص الشكر لأن سببه النعمة ، وأما الحمد فسببه النعمة وكماله المحمود حتى وإن لم ينه ، وعلى هذا نحن إذا نحمد الله عزوجل فإننا نحمده على كمال صفاته وعلى كماله إنعامه وإحسانه ، وأما المتعلق فالشكر أعم ، لأنه يكون بالقلب واللسان والجوارح ، والحمد إنما يكون باللسان فقط . انتهت الآية الكريمة وانتهينا من الكلام عليها فلنرجع الآن إلى فوائدها .