الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة . حفظ
في هذه الآية فوائد، أولا: وجوب الإخلاص لله عزوجل في الشهادة ، لقوله: (( كونوا قوامين لله شهداء بالقسط )) وقال في آية أخرى: (( وأقيموا الشهادة لله )) واعلم أنك إذا كنت مخلصا لله في الشهادة فإنك لن تحابي قريبا ولا صديقا ولن يحملك بغضك على ألا تشهد له مادمت مخلصا لله تعالى بالشهادة . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الواجب على الإنسان أن يشهد بالقسط ، بالعدل . طيب وإذا كان المشهود عليه قريبك ، أباك ، أخاك ، عمك ؟ ولو ؟ طيب ولو ، لقوله تعالى في سورة النساء: (( كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) ولا يعد شهادة الإنسان على أبيه وأمه لا يعد هذا عقوقا بل هو بر، لأنك إذا شهدت عليهما منعتهما من الظلم وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم منع الظالم من ظلمه نصرا للظالم فقال: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقالوا يا رسول الله هذا المظلوم فكيف نصر الظالم ؟ قال تمنعه من الظلم ) . ومن فوائد هذه الآية: وجوب الشهادة بالقسط ولو كنت كارها ، لأن بعض الناس قد يحمله كراهة الشخص أو كراهة أن يتضرر الشخص على كتمان الشهادة ، فتجده مع نفسه في صراع هل يشهد أو لا شهد، فالواجب ألا يحملك قرب قريب أو بعد بعيد على ألا تشهد، اشهد بالعدل . ومن فوائد الآية الكريمة: أن تعبير القرآن الكريم بالعدل يدل على بطلان قول من يقول إن الدين الإسلامي دين المساواة ، دين مساواة ، هذا على إطلاقه فيه نظر لأنهم يريدون بهذا ألا يفارقوا بين الرجل والمرأة ، ويريدون بهذا أيضا ألا يفرقوا بين المسلم والكافر ، ويريدون بهذا ألا يفارقوا بين البر والفاجر ، والله تعالى قد أنكر هذا إنكارا عظيما (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين )) ؟ ويش بعدها يا جماعة ؟ (( مالكم )) ما هذا الحكم ؟ ما الذي حملكم عليه ؟ كيف تحكمون هذا الحكم ؟ ((قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون )) ؟ وإذا تدبرت القرآن وجدت نفي المساواة فيه أكثر ، أكثر من إثباته ، وأن الذي هو في القرآن هو العدل وهو إعطاء كل ذي حق ما يستحق ، ولذلك العبارة السليمة أن تقول: الدين الإسلامي دين العدل ، وهو الذي أمر الله تعالى في قوله: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) ، نعم إذا اتفق الناس في الحقوق صح أن نقول إنه دين مساواة، إذا اجتمعوا في سبب الحكم وغاياته حينئذ نقول هو دين مساواة يعني إذا سرق الشريف وسرق الوضيع هنا نقول لا بأس أنه لا يفرق بين الشريف والوضيع وأنه مسوي بينهما ، لأن التسوية هنا أيش ؟ عدل ، وعلى هذا فنقول إذا كانت المساواة هي العدل فنعم ، أما مساواة التي يروي إلى هؤلاء فهذا ليس بصحيح ، فالدين مفرق تماما في كل موطن تكون الحكمة فيه هي التفريق ، واضح يا جماعة ؟ لهذا يجب عليكم أنتم يا طلبة العلم إذا رأيتم بعض المحدثين المعاصرين يقولون الدين الإسلامي دين مساواة تقول قف من قال هذا ؟ هات آية واحدة في إثبات التسوية وأنا آت لك بآيات كثيرة في نفي التسوية ، لكن بدلا أن تقول هكذا هات الكلمة الحبيبة التي ترد على القلب ورود الماء البارد على كبد العطشان وهي العدل . ومن فوائد الآية الكريمة: أن العدل أقرب للتقوى ، وهو صريح . من فوائدها: أن الأعمال الصالحة منها من يبعد عن التقوى ومنها ما يقرب ، وينبني على ذلك تفاضل الأعمال ، وتفاضل الأعمال قد دل عليه الكتاب والسنة والعقل ، وأن الأعمال تتفاوت ، والعمال يتفاوتون أيضا (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )) مع أنهم كلهم صحابة لكن لا يستوون .