تتمة الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة ؟ حفظ
من فوائدها: أن الأعمال الصالحة منها من يبعد عن التقوى ومنها ما يقرب ، وينبني على ذلك تفاضل الأعمال ، وتفاضل الأعمال قد دل عليه الكتاب والسنة والعقل ، وأن الأعمال تتفاوت ، والعمال يتفاوتون أيضا (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )) مع أنهم كلهم صحابة لكن لا يستوون حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام لخالد بن الوليد حين حصل بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ما حصل قال: ( لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) هذا يقول بين من ؟ صحابي وآخر ، كيف من بعدهم ؟ إذا هذا اختلاف العمال ، كذلك أيضا اختلاف الأعمال (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم )) وهلم جرا ، فالأعمال تتفاضل ، وأقول يلزم من تفاضل العمل تفاضل العامل ، وهذا هو الذي عليه أهل السنة الجماعة على أن الأعمال تتفاضل وأن العمال يتفاضلون وأن الإيمان يزيد وكذلك ينقص . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة التقوى ، انظر كيف يكرر الله عزوجل التقوى في آيات كثيرة ، لأنها في الحقيقة عليها مدار الإسلام ، إذا اتقى الإنسان ربه فسوف يقوم بدين الله تعالى على ما يرضي الله . ومن فوائد الآية الكريمة: تهديد من خالف تقوى الله ، لقوله: (( إن الله خبير بما تعملون )) . ومن فوائد الآية الكريمة: سعة علم الله، وأنه سبحانه وتعالى عالم ببواطن الأمور، وقد قال الله عن نفسه: (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الباطن بأنه الذي ليس دونه شيء ، مادون الله شيء ، كل شيء يراه، كل شيء يعلمه ، كل شيء يقدر عليه ، كل شيء في قبضته، ليس دونه شيء ، وهذا قريب من قوله: (( إن الله خبير بما تعملون )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن خبرة الله شاملة للعمل ، واعلم بأنه إذا قيل عمل فإنه يشمل القول والفعل ، انتبهوا ! إذا قيل العمل فهو للقول والفعل ، القول عمل أيش؟ عمل لسان والفعل عمل الجوارح ، لكن الفعل يطلق غالبا على عمل الجوارح فقط ، أما العمل فيطلق على هذا وهذا حتى إن شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية تلك العقيدة المباركة قال: إن الدين والإيمان قول وعمل ، قول القلب و اللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، فجعل للقلب عملا وله قولا ، وهو كذلك فقول القلب هو إقراره ، وتصديقه ، وإيمانه ، وفعله: رجاءه ، وخوفه ، وتوكله ، وما أشبه ذلك ، فهو فيه نوع حركة قلبية ، وأما القول فهو إقرار وتصديق .