الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة . حفظ
في هذه الآية الكريمة فوائد ، منها: أنه يجب على الإنسان أن يذكر نعمة الله عليه في جلب المنافع ودفع المضار ، من أين تؤخذ ؟ من أمر بذكر نعمه بكف أيدي الأعداء عنهم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كف الأذى والضرر من النعم ، وهو كذلك، وكثير من الناس يظنون أن النعم هي الإيجاب ، ولكن هذا قصور ، النعمة إما إيجاد معدوم وإما كف لوجود ، ولهذا يشكر الله عزوجل على هذا وهذا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب تقوى الله عزوجل عند ذكر النعم حتى لا يبقى الإنسان ويرتفع ويربى بنفسه ، لقوله: (( واتقوا الله )) . ومن فوائدها: وجوب التوكل على الله عزوجل ، لقوله: (( وعلى الله فليتوكل )) . ومن فوائدها: إخلاص التوكل لله سبحانه وتعالى ، وذلك من تقديم أيش ؟ من تقديم المعمول ، و القاعدة عند البلاغيين أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر . فإن قال قائل: هل التوكل يمنع فعل الأسباب ؟ الجواب: لا ، بل التوكل لا يتم إلا بفعل الأسباب، وأضرب لكم مثلا بسيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومع ذلك كان يتوقى الحرب ويتوقى البرد ويلبس الدروع بالحرب ولبس في أحد درعين ـ عليه الصلاة والسلام ـ كل ذلك توقيا للسهام، ففعل الأسباب النافعة الحقيقية لا ينافي التوكل بل هو من تمام التوكل، ولهذا لو قال قائل: أنا لم أسعى في طلب الرزق ، يرزقني الذي رزق الثعابيل في جحورها ، أنا متوكل على الله ، قلنا هذا عجز ، هذا عجز وكسل ، التوكل على الله التفويض إذا لم تستطع الأسباب ، نعم إذا عجز الإنسان عن الأسباب ليس عنده الآن إلا التوكيل، ولهذا تجد الكفار إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين ، فوضوا الأمر إلى الله ، وكذلك الإنسان إذا أصابه شيء لا يستطيع دفعه تجده ليس له حول ولا قوة ، أما مع القدرة على فعل الأسباب فإنه لابد من فعله، لو أن إنسان قال أنا أريد أن أسافر إلى مكة للحج ، قلنا خذ معك نفقة ، قال ما أحتاج أنا متوكل على الله ، ماذا نقول في هذا؟ هذا عجز وتواني وكسل ، إذا كنت متوكلا على الله حقيقة تفعل السبب، خذ معك ما يكفيك للنفقة أو أجر نفسك على أحد تكون معهم ويكفونك المؤونة أو ما أشبه ذلك . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن التوكل من الإيمان ، لقوله: (( فليتوكل المؤمنون )) فوجه الأمر إلى المؤمنين لأنهم هم أهل التوكل . ومن فوائدها: أن ترك التوكل على الله نقص في الإيمان ، ولكن هل ينافي كمال الإيمان أو ينافي أصل الإيمان ؟ فيه تفصيل ، فمن توكل على نبي ميت ـ وكل الأنبياء أموات إلا عيسى فهو في السماء حيا ـ فهذا ينافي الإيمان ، من توكل على قبر فهذا ينافي أصل الإيمان، من اعتمد على سبب معلوم وهو سبب شرعي أو قدري فذلك لا ينافي الإيمان لكن لا .