هل للإنسان أن يتحرى تجمع الناس في العزائم والحفلات ونحوها ليعظهم ؟ حفظ
السائل : هل للإنسان أن يتحرى تجمع الناس في العزائم والحفلات ونحوها ليغظهم وينصحهم ؟
الشيخ : أما من جهة الموعظة فالموعظة إذا وجد سبب لها فإنها تفعل في أي مكان ، لكن إذا اتخذ هذا راتنا وكأنه هو السبب قلنا هذا خطأ ، فمثلا الاجتماع في العرس أو وليمة كبيرة إذا رأى الإنسان من المناسبة أن يتكلم بما رآهم متشوقين لكلامه والناس يختلفون من هذه الناحية ، من الناس رجال يتشوق الناس إلى كلامه ويتمنون أن يتكلموا فهنا نقول الكلام جيد ، أو طلب منه أن يتكلم فهنا أيضا نقول تكلم لأنك سئلت العلم فإذا سئلت العلم فبين ، أما إنسان ليس ذا أهمية عند الناس ولا الناس يترقبون كلامه ، يبلغ نفسه عليهم ثم يتكلم في مثل هذه المناسبات فيه تضييق على الناس ، وكثير من الناس يأتون إلى هذه الحفلات فيجتمع بعضهم ببعض مع طول الزمان ويتساءلون عن أحوالهم وعن قراباتهم فيقطع هذا عليهم ما يريدون أو يتكلمون فيكون شهرة بين الناس ، هذه واحدة ، كذلك العزاء أشد وأشد ، كون الإنسان ويخطب في الحاضرين تكون بدعة على بدعة ، لأنه أصلا الاجتماع للعزاء غير مشروع كما نص على ذلك أهل العلم ، منهم من كره على الكراهة ومنهم من قال إنها بدعة ، وكتب الفقهاء بين أيدينا . كذلك ما أحدثه بعض الناس عند الدفن ، يقوم أحدهم خطيبا ويخطب ويعظ الناس ، هذا أيضا من البدعة ، لأن الرسول ما فعل هذا ، غاية ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه انتهى إلى قبر مع أصحابه ولما يلحد يعني ما تم تلحيد القبر فجلسوا وجلس النبي عليه الصلاة والسلام معهم وجعل ينكث في مخصرة معه ـ ينكث الأرض ـ ويحدثهم عن حال الإنسان عند الموت وبعد الدفن ، وهذه ليست خطبة هذه موعظة وليت راتبة لم يفعلها الرسول كلما دفن أحدا ، فعلها لأنه ينتظر التلحيد ، ينتظر التلحيد فبدلا أن يسكت أو يتكلموا بشيء غير مناسب تكلم عليه الصلاة والسلام .