الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة . حفظ
في الآية فوائد ، منها: إقامة الحجة على الخصم بما يدعيه، لقوله: (( قالوا إنا نصارى )) لأننا ذكرنا أن الحكمة من كونه يقول: (( قالوا إنا نصارى )) دون ومن النصارى لإقامة الحجة عليهم لما ادعوه ، هم ادعوا بأنهم نصارى ومع ذلك نسوا حظا مما ذكروا به . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى لم يغفل أمة من الميثاق الذي أخذه عليهم لما ذكرنا أنه أخذ على اليهود وأخذ على النصارى وأخذ على هذه الأمة وأخذ على جميع بني آدم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن إضاعة حق الله من أسباب إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس ، بمعنى أنك متى وجدت عداوة وبغضاء بين الناس فهذا بسبب إعراضهم عن دين الله ، لقوله: (( فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا )) والفاء للسببية . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن العكس يكون بالعكس بمعنى أن الناس إذا قاموا بطاعة الله واتفقوا عليها فإن الله يلقي بينهم المودة والمحبة والولاية . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الفريق بين العداوة والبغضاء ، العداوة ، ضدها الولاية والبغضاء ضدها المحبة ، وهناك فرق بين حبيب ليس وليا وبين حبيب هو ولي ، وبين بغيض هو ليس عدوا وبغيض هو عدو، لأن البغيض قد يعتدي عليك فيكون بذلك بغيضا عدوا ، وقد لا يعتدي عليك لكن يكره مثلا فلا يكون عدوا . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات يوم القيمة ، لقوله: (( إلى يوم القيمة )) وهو آت لا محالة لقول الله تعالى: (( وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور )) . ومن فوائد الآية الكريمة: تهديد هؤلاء النصارى الذين نسوا حظا مما ذكروا به ، وذلك في قوله: (( وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون )) . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علم الله ، تؤخذ من قوله: (( ينبئهم )) لأنه لا إنباء إلا بعد العلم ، وهو كذلك . ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على الجبرية في قوله: (( يصنعون )) فأضاف الفعل إليهم والأصل أن الفعل إذا أضيف إلى أحد فإنه قائم به مختار له ، ففيه الرد على الجبرية ، والجبرية يقولون إن الإنسان مجبر على عمله حتى في الحركات إراديا يقولون هو مجبر ، حتى لو أراد الإنسان أن يأكل ويشرب يقول هو مجبر على ذلك، ولاشك أن قولهم هذا يخالف المحسوس والمعقول والمنقول .