تتمة الفوائد المستنبطة من الآية السابقة . حفظ
قال الله تعالى: (( ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )) . من فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على القدرية الذين يقولون إن الله لا علاقة له بفعل العبد ، فالآية صريحة (( يخرجهم من الظلمات إلى النور )) . ومن فوائدها: أن المعاصي ظلمات ، والكفر والشرك أعظمها ظلما قال الله تعالى: (( إن الشرك لظلم عظيم )) والافتراء على الله الكذب من أعظمها ظلما (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) ، ومنع المساجد أن يذكر فيها اسم الله أعظم ظلما (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) ، المهم أن معاصي كلها من الظلمات ، الجهل أيضا ظلم لأنه يعمي على الإنسان الطريق ولا يدري أين يذهب،، أين يرجع ، كيف يعمل ، وكذلك أيضا من الظلم ظلم العباد بالعدوان عليهم أو أموالهم أو أبدانهم أو أعراضهم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن شريعة نور ، وهي كذلك هي نور لاشك ولا يحس بذلك إلا من آتاه الله تعالى إيمانا ويقينا كاملا ، كلما كمل الإيمان ازداد الإنسان نورا وتبين له نور الشريعة ـ نسأل الله أن يبين لنا ولكم ذلك . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الإذن لله عزوجل ، ولست أقصد الإذن التي يسمع بها لأن هذا أمر لا نعلمه ، لكن الإذن الذي هو الإرادة وهو نوعان: إذن شرعي ، وإذن كوني ، فالإذن الشرعي ما شرعه الله عزوجل ، كل ما شرعه الله فقد أذن فيه شرعا ولا يلزم من الإذن الشرعي وقوع ما أذن الله به . الإذن الكوني هو ما أراد الله عزوجل ، وهذا الإذن لابد أن يقع ، لأنه إرادة الله سبحانه وتعالى . فهنا (( بإذنه )) هل هو الإذن الشرعي أو القدري ؟ القدري لأن إخراجهم من الظلمات إلى النور يتعلق بالربوبية ، بالقدر . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه كلما تمسك الإنسان بشريعة الله هداه الله تعالى ، لقوله: (( ويهديهم إلى صراط مستقيم )) وهذا له شواهد كثيرة في القرآن أن المعاصي سبب للزيغ وأن الطاعة سبب للهداية والرشد ، وهذا له أمثلة كثيرة في القرآن ولا حاجة إلى استعابها لأنها تمر علينا كثيرا.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الطرق منها المستقيم ومنها المعوج ، فطريق الله تعالى مستقيم وما سواه من الطرق فإنه معوج ليس فيه . ولا يوصل إلى نتيجة ، لأنه معوج .