الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة . حفظ
من فوائد الآية الكريمة: الثناء على عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، بكون الله وصفه بأنه المسيح ، والمسيح علم لقب، أما اسمه علم بلا لقب اسمه عيسى . ومن فوائد الآية الكريمة: جواز انتساب الإنسان إلى أمه إذا لم يكن له أب ، لقوله: (( المسيح ابن مريم )) وأخذ المحققون من أهل العلم أن من ليس له أب فإن عصبته أمه إذا لم يكن له عصبة، إذا لم يكن له عصبته فعصبته أمه لأنه نسب إليها وجعلت بمنزلة الأب ، أما إن كان له عصبة فالأم تأخذ فرضها والباقي لعصبته ، فإذا كان هناك ابن بامرأة ليس له أب إما أنه ولد الزنا أو أن أباه نفاه وادعا لنفيه أو لم ... المهم أنه ليس له أب ثم تزوج وجاءه أبناء ، أمه هنا ليس لها إلا فرضه وهو السدس ، والعاصب هنا أبناءه ، أما لو مات هذا الابن عن أمه وإخوانه ـ إخوانه من أم ليس لأب ـ فإخوانه من أمه يأخذون فرضهم إن كان واحدا فالسدس وإن كانوا أكثر فالثلث ، وأمه تأخذ الفرض والباقي تعصيب ، لماذا ؟ لأنها بمنزلة الأب ، وهذا القول هو الراجح، أن من ليس له أب فعصبته أمه . فإن قال قائل: إذا كان للإنسان أب فهل يجوز أن ينسب إلى أمه ؟ نقول: إن كان المراد الانتساب المطلق فهذا لا يجوز وإن كان الانتساب لأنه اشتهر بها لكنه معروف إنه ولد فلان فهذا لا بأس به ، فمثلا عبد الله بن بحينة ، بحينة اسم أمه ، واسم أبيه مالك ومع ذلك يطلق عليه هذا الاسم، كما نقول أيضا في الانتساب إلى الجد إذا كان للجد شهرة والانتساب إليه يعد شرفا دون أن ينقطع الانتساب إلى الأب فلا بأس به ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عام حنين: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) صلوات الله عليه وسلامه عليه ، لأن عبد المطلب أشهر من عبد الله في قومه وهو سيد معروف فلا بأس لكن بشرط أن لا ينسى الأب ، أما إن ننسي فلا يجوز لأنه يترتب على هذا مسائل حكمية .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: شدة الرد على النصارى، حيث قال الله عزوجل: " المسيح وأمه " المسيح وأمه ، المسيح الذي يرونه إلها يقول الله عزوجل لو أراد الله أن يهلكه ما استطاع أحد أن يمنعه ، وهذا لاشك فيه صدمة قوية على النصارى، أن يقال في معبودهم وإلههم إن الله تعالى قادر على أن يهلكه وإذا أراد أن يهلكه فلا أحد يملك منعه . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه إذا أراد الله شيئا فإن الشرف والجاه والرئاسة ولو في الدين لا تمنع مما أراد الله ، لأن المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام من أولي العزم من الرسل ومع ذلك يقول الله عزوجل: (( فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا )) .