الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة . حفظ
في هذه الآية الكريمة فوائد منها: كذب اليهود والنصارى في دعواهم أنهم أبناء الله وأحباؤه . ومنها: أن اليهود والنصارى يقرون بثبوت المحبة لله فيقولون نحن أبناء الله وأحباؤه ، وقد أنكر من هذه الأمة صفة المحبة لله وقالوا إن الله لا يحب ولا يحب ، وفسروا المحبة التي أثبتها الله لنفسه بما لا يدل عليه ظاهر اللفظ، قالوا المحبة هي الثواب أو إرادة الثواب وفسروها بأحد المعنيين بأن مذهبهم أن الإرادة ثابتة لله وأن الثواب شيء منفصل عن الله فهو من جملة المباينة وليس من جملة الصفات ، وهؤلاء من ؟ الأشاعرة ، يقولون ما فيه محبة بين الله وبين العبد وإنما المحبة هي الثواب أو إرادة الثواب، اليهود والنصارى قالوا هذا قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه فأثبتوا أن الله تعالى يحب ونحن أحبابه . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن اليهود يدعون ما يقتضي أن يكون خيرا من هذه الأمة، وجهه ؟ أنهم قالوا ذلك في معرض الرد على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم قالوا نحن أحق بالرسالة منكم أيها العرب (( نحن أبناء الله وأحباؤه )) . ومن فوائدها: الإشارة إلى ما اشتهر عند بني إسرائيل أنهم شعب الله المختار ويرون أنهم أفضل من العالمين وأفضل من العرب الذين منهم ظهر الإسلام . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إنكار الله تعالى عليهم هذه الدعوة من وجهين ، الوجه الأول: رد ما ادعوه، الثاني إثبات ما لا يمكن معه هذه الدعوى . ومن فوائدها: أنه ينبغي في المناظرة أن تبطل حجة خصمك أولا ثم تأتي ما يثبت قولك، ولهذا تجد العلماء الذين يذكرون أقوال العلماء ـ أي اختلافهم ـ تجدهم يذكرون أولا الرد على القول المقابل لأقوالهم ثم يثبت أقوالهم، وهذا كله مبني على القاعدة المعروفة وهي: التخلية قبل التحلية . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن عذاب الله لليهود والنصارى لم ينقطع ولن ينقطع ، لقوله: (( فلم يعذبكم )) لم يقل: فلم عذبكم ليستفاد بذلك أن تعذيب الله تعالى لهم مستمر، لأن الفعل المضارع يفيد الاستمرار ، واليهود معذبون مشردون خاصة لأن دعواهم المحبة والبنوة أعظم من دعوى النصارى ، وهم إن شاء الله سيعذبون العذاب الأخير على يد المسلمين وذلك حينما يقتتلون مع المسلمين فيقتلهم فيقتلهم المسلمون حتى إن اليهودية يختفي بالشجرة فتنادي المسلم هذا يهودي فاقتله.