الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << قال فإنها محرمة عليهم ...........................>> حفظ
وقال الله تبارك وتعالى: (( فإنها محرمة عليهم ... )) من فوائد هذه الآية الكريمة: استجابة الدعاء ، لقوله: (( قال فإنها محرمة )) واستجابة الله للدعاء تتضمن عدة صفات ، منها الاستجابة ، ومنها العلم ، ومنها القدرة، كل هذه ثابتة بالاستجابة ، لأنه لو لم يسمع لم يستجب ، لو لم يعلم ما يريد الداعي لم يستجب ، لو لم يقدر لم يستجب أيضا . ومن فوائدها: أن التحريم يطلق على المنع القدري ، لقوله: (( قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة )) لأننا نعلم أن الله لم يرد أن الله حرم عليهم دخولها شرعا ، لكن قدرا وهو كذلك أعني أن التحريم يكون كونيا وقد يكون شرعيا وقد ضربنا لذلك أمثلة أثناء الكلام على تفسير الآية ، من التحريم القدري الكوني قوله تعالى في موسى: (( وحرمنا عليه المراضع من قبل )) تحريما شرعيا أو قدريا ؟ قدريا ، ومن التحريم الشرعي قوله تعالى: (( حرمت عليكم الميتة والدم )) وقوله: (( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر )) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إرشاد الإنسان أن لا يحزن على الفاسد ، لأنه إذا بذل جهده فيما يجب من الدعوة فإن هداية الخلق ليس إليه بل إلى الله فلا تحزن ، ولهذا قال الله تعالى: (( فلا تأس على القوم الفاسقين )) وقال للنبي عليه الصلاة والسلام: (( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين )) وقال: (( لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )) والآيات في هذا متعددة ، فالإنسان إذا بذل الجهد بقدر المستطاع فلا ينبغي أن يحزن ويشتغل بعيوب غيره عن عيوب نفسه ولا يأس عن القوم الفاسقين ، وكثير من الناس يكون عنده غيرة فتجده يشتغل بمعاصي غيره وعيوب غيره وينسى نفسه، وهذا خطأ ، أهم شيء عليك نفسك ، عدلها ثم اسع في إصلاح الآخرين . وإلى هنا انتهى الموقف ويقول عزوجل: (( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق )) تكون هذه إن شاء الله بعد رمضان لأننا قررنا بمشورتكم أن تكون الليالي الباقية لصحيح مسلم حتى نكمل الصيام .