بسم الله الرحمن الرحيم حفظ
الشيخ : سم الله
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:1- 3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق في الدرس الماضي أن شرعنا في الكلام على البسملة أليس كذلك ؟ طيب
انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى بسم الله وذكرنا أن هذا الاسم العظيم هو أصل الأسماء ولا يسمى به سوي الله عز وجل
أما قوله (( الرحمن )) فالرحمن مشتق من الرحمة ولكنه على صيغة فعلان وهذه الصيغة تدل على السعة والامتلاء فيكون معناه أنه ذو رحمة واسعة، ولهذا فسرها بعضهم بأن الرحمن ذو الرحمة العامة ولكن الصواب أنه ذو الرحمة الواسعة يرحم من شاء عز وجل فهي أدل على الوصف منها على الفعل أدل على وصف الله منها على الفعل أما الرحيم فهو صيغة مبالغة من الرحمن، لكنها أدل على الفعل منها على الوصف فسبقت الرحمن لأنه وصف وأصل الرحيم لأنها فعل فهو رحمن يرحم عز وجل.
وقد ذكر الله تبارك وتعالى أنه بالمؤمنين رحيم والمراد الرحمة الخاصة
إذن الرحمن تدل على ماذا ؟ الوصف والرحيم على الفعل يعني أنه يرحم قسم العلماء رحمهم الله الرحمة إلى قسمين عامة وخاصة.
فأما العامة فهي الشاملة لجميع الخلق المؤمن والكافر والبر والفاجر والصغير والكبير والبهيم والعاقل كل الخلق تحت رحمة الله عز وجل لا يشذ أحد عن هذه الرحمة العامة الرحمة الخاصة هي التي تختص بالمؤمنين فهي رحمة خاصة والفرق بينهما أن الرحمة الخاصة تتصل برحمة الآخرة فيكون لله عز وجل على المؤمنين رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة أما الرحمة العامة فلا أثر لها إلا في الدنيا.
و لذلك نقول الكفار في الآخرة يعاملون بالعدل لا يعاملهم بالرحمة البهائم وغير العاقل كذلك يعاملون بالعدل لأن الله يقضي بينهم بين البهائم ثم يأمرهن أن يكن ترابا فيكن ترابا ولا نعلم فالرحمة إذن كم ؟
الطالب: نوعان
الشيخ : أو قسمان عامة تشمل جميع الخلق خاصة تختص بالمؤمنين الفرق بينهما أن العامة إنما تكون في الدنيا فقط والخاصة تكون في الدنيا والآخرة اللهم ارحمنا برحمتك
وذكر هذين الاسمين الكريمين عند البسملة التي تتقدم فعل العبد وقوله إشارة إلى أن الله إذا لم يرحمك فلن تستفيد من هذا الفعل ولا من هذا القول ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )