قال الله تعالى : { الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور } حفظ
قال (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) أل هنا للاستغراق أي جميع الحمد من كل وجه ثابت لله عز وجل واللام في قوله لله إما للاختصاص وإما للاستحقاق ولا تنافي بين المعنيين وعلى هذا فتكون للاستحقاق والاختصاص لأن ( الـ ) في قوله الحمد لله للعموم ولا أحد يستحق الحمد على العموم إلا الله عز وجل فتكون اللام للاستحقاق وللاختصاص أيضا.
و لكن ما هو الحمد ؟ الحمد كثير من الناس يفسره بالثناء على الجميل الاختياري ولكن هذا ليس بصحيح لأن الثناء يكون تكرار الحمد والدليل على هذا قوله عز وجل في الحديث القدسي: ( إذا قال العبد ((الحمد لله رب العالمين)) قال الله حمدني عبد وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي ) وهذا يدل على أن الثناء هو تكرار الوصف الكامل والاشتقاق يدل عليه لأن الثناء من الثني وهو إعادة الشيء أو رد الشيء بعضه إلى بعض وأما قولهم على الجميل الاختياري فهو بالنسبة لله عز وجل هو غير صحيح لأن الله يحمد على ما يفعله عز وجل وهو يختار ما يشاء ويحمد على كمال صفاته اللازمة التي لا تتعدى إلى أحد فهو محمود على كمال حياته ومحمود على كمال قيوميته الأول وصف لازم والثاني وصف متعدي ولازم أيضا كما سبق تفسيره
صالح إذن الصواب أن حمد الله يكون على أفعاله التي يختارها وعلى صفاته الكاملة اللازمة له فبماذا نعرفه ؟ نقول الحمد وصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما الحمد وصف المحمود بالكمال اللازم والمتعدي حبا وتعظيما لأن الوصف الكمال قد تصف شخصا ما بالكمال لا محبة له لكن رجاء لما سيجازيك به وقد تمدحه لا على سبيل المحبة والتعظيم ولكن خوفا من شره فالحمد إذن لا بد أن يقيد أنه على وجه المحبة والتعظيم فإن لم يكن على وجه المحبة والعظيم فهو مدح
وانظر إلى عمق اللغة العربية كيف فرقت بين حمد ومدح مع تساويهما في الحروف نوعا وعددا الحروف ثلاثة هذا العدد النوع نفس الحرف ح م د لكن اختلاف الترتيب حمد ومدح باختلاف هذا الترتيب اختلف معناهما والنسبة بينهما الخصوص والعموم فكل حمد مدح وليس كل مدح حمد لأن الحمد كما قلنا لا بد أن يكون على وجه المحبة والتعظيم والمدح بخلاف ذلك قد يمدح الرجل سلطانا أو وزيرا أو ما أشبه ذلك لا محبة له ولا تعظيما له ولكن يرجوا نواله أو يخاف منه أما الحمد فلا
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الفروق بينهما في كتابه بدائع الفوائد الذي حثنا شيخا عليه حين الطلب وقال إنه كتاب عظيم وهو كذلك يشبهه من بعض الوجوه صيد الخاطر لابن الجوزي لكن من حيث العمق والمعنى والفائدة لا سواء ولا مقارنة فهو رحمه الله بين بيانا واضحا الفروق بين الحمد والمدح وبحث هذا المبحث حتى أنضجه طبخا
وقال إن شيخنا يعني ابن تيمية رحمه الله كان إذا بحث في مثل هذه الأمور أتى بالعجب العجاب رحمه الله ولكنه كما قيل تألق البرق نجديا فقلت له إليك عني فإني عنك مشغول لأن شيخ الإسلام ما عنده التفرغ إلى أن يتكلم في مثل هذه الأمور يتكلم بما هو أعظم وقد جمع أخونا وزميلكم فريد بن عبد العزيز الزامل المباحث النحوية التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية جمعها في رسالة لكنها لم تطبع بعد وهذا طيب ومر علينا من هذا النوع مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لما تكلم عن قول الله تعالى (( وخضتم كالذي خاضوا )) بحث بحثا ما تجده في أي كتاب رحمه الله
المهم نرجع إلى ما نحن عليه الحمد هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم (( لله )) قلنا اللام للاستغراق والاختصاص لا أحد يستحق الحمد كله من كل وجه إلا الله عز وجل وهذا الحمد المذكور خاص بالله عز وجل فهو عز وجل المستحق أن يحمد والحمد الكامل مختص به .
أما الله فهي علم على الله عز وجل والتعبير بها أحسن من التعبير بغيرها بعض الناس الآن يعبر فيقول قال الحق كذا وكذا هذا صحيح أن الله هو الحق المبين لكن اجعل عبارتك على عبارة السلف فهم يقولون قال الله أو يقولون قال ربنا أما قال الحق فهذه يأتي بها الإنسان لأجل أن يفتح الأذهان لكي يقول السامع من هذا ؟لكن نقول قال الله التي بنيت عليها الإلوهية والعبادة أحسن ولكن لا بأس أن تقول قال ربنا أو قال ربكم كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أحيانا ( أتدرون ماذا قال ربكم ؟ )
الله مشتقة من الإلوهية وأله بمعنى تعبد وليست بمعنى تحير كما زعمها بعضهم لأن الإنسان إذا قال الله ما يجد تحيرا يجد ربا معروفا عز وجل لا حيرة فيه يكون أصلها الإله لكن حذفت الهمز لكثرة الاستعمال وقالوا إن نظيرها الناس وأصله الأناس وكلمة خير وشر وأصله أخير وأشير إذن الله أصلها الإله وهي من أله ألهه أي تعبده وهل هو مشتق أو جامد الصواب أنه مشتق وأنه لا يوجد اسم من أسماء الله ولا من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من أسماء القرآن يكون جامدا أبدا لأن الجامد معناه أنه لا معنى له إلا الدلالة على المعين فقط لأن العلم كما قال ابن مالك :" اسم يعين المسمى مطلقا علمه كجعفر وخرنقا "
فلو قلنا أن أسماء الله أو أسماء الرسول أو أسماء الكتاب العزيز أنها جامدة معناها أنها لا تدل إلا على تعيين المسمى فقط ولكن نقول هي مشتقة تدل على تعيين المسمى وعلى المعنى الذي اشتقت منه لا بد
إذن الله مشتقة من الإله أو الإلوهية وهي التعبد لله عز وجل
(( الذي خلق السماوات والأرض)) الذي وصف للفظ الجلالة خلق السماوات والأرض خلق أي أوجدها على تدبير محكم لأن الأصل في الخلق في اللغة هو التقدير كما قال الشاعر
" ولأنت تفري ما خلقت وبعض الناس يخلق ثم لايفري "
يفري يعني يفعل تفري ما خلقت يعني ما قدرت فالخلق إذن هو الإيجاد على وجه التقدير المحكم
وقوله (( السماوات والأرض )) (( السماوات )) مفعول خلق ولا مانع أن نقول أنها مفعول خلافا لمن قال أنها لا تصح أن تكون مفعولا لأن المفعول لا بد أن يرد الفعل عليه وهو موجود وخلق السماوات والأرض ورد عليها قبل أن تخلق ولكن هذا تكلف والصواب الذي عليه أكثر المعربين أن السماوات مفعول به طيب خلق السماوات والأرض السماوات من سما يسموا إذا علا وقد بين الله عز وجل أنه سبع وأنها طباق وأنها شداد وأنها مبنية بأيد أي بقوة نقف على هذا فيه أسئلة عندكم وإلا نمشي؟
وقوله (( والأرض )) معطوفة على السماوات وهي لفظ مفرد لكنه لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها متعددة انتبه لهذا القيد لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها ايش ؟متعددة ولو لم يثبت أنها متعددة لقلنا أنها واحد هذا مقتضى اللفظ لكن نقول إن المراد بها الجنس وحينئذ لا ينافي التعدد وهي متعددة لدلالة ظاهر القرآن وصريح السنة
أما ظاهر القرآن فقد قال الله تعالى (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] أي في العدد ولا يمكن أن يقول قائل ومن الأرض مثلهن في الكيفية والصفة لا أحد يقول لأن الفرق بين السماء والأرض واضح فيتعين أن يكون المراد العدد وهو كذلك أما السنة فصريحة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) فالمراد بالأرض الجنس فلا ينافي التعدد وقد ثبت تعدد الأرضين بظاهر القرآن وصريح السنة .
(( وجعل الظلمات والنور )) جعل بمعنى خلق ولكن إذا كانت بمعنى خلق فما هي الحكمة في أن عبر عن الخلق بالجعل قيل إن الحكمة هو التفنن في العبارة يعني تغيير العبارة قصدي اللفظ مع اتحاد المعنى أحيانا يكون من البلاغة وقيل إن الحكمة من ذلك أن النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره مثلا نور الشمس الآن لا يمكن أن يتبين إلا أن يكون هناك جسم قابل له ولذلك ما بيننا وبين الشمس ظلمة ما في نور لأن النور لا يمكن أن يظهر أثره إلا أن يكون مقابلا بجسم تجدون الآن الفرق بين أن تقابل الشمس جسما قابل للحرارة وجسما غير قابل وجسما قابلا لنصاعة البياض وجسما غير قابل لأن النور لا يمكن أن يكون قائما بنفسه ولا يتبين إلا إذا كان ايش ؟منعكسا على جسم فهذا هو الحكمة من قوله وجعل
حكمة أخرى أن الظلمات والنور تكون حسية ومعنوية أليس كذلك ؟ ظلمة الليل ما هي ؟حسية ظلمة الجهل معنوية كذلك النور نور النهار حسي نور العلم والإيمان معنوي ومن نور العلم والإيمان استنارة القلب بكلام الله عز وجل وكلام الله تعالى غير مخلوق مع أن القرآن يسمى نورا كما قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ))[النساء:174] واضح فلذلك عبر الله عز وجل بالجعل لأنه يتعلق بالمخلوق وغير المخلوق
(( وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )) (( ثم )) حرف عطف معروف ويفيد العطف والتراخي وإن شئت تقول الترتيب والتراخي يفيد الترتيب والتراخي فيكون معنى الآية ثم مع ظهور هذا الأمر وهو خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور مع هذا الذين كفروا بربهم يعدلون مع ظهور الآيات
ولا شك أن كفر الكافرين مع ظهور الآيات أشد في اللوم والتوبيخ ممن ليسوا كذلك.
وقوله (( كفروا بربهم )) ، بربهم هل نجعلها متعلقا بـ (( كفروا )) أو متعلقا بـ (( يعدلون )) التركيب محتمل أن تكون كفروا بربهم يعدلون أي يعدلون به غيره ويحتمل أن تكون الذين كفروا منفصلة عن قوله (( بربهم يعدلون )) ويكون الذين كفروا يعدلون بربهم أي يجعلون غير الله معادلا لله عز وجل .
الشيخ : سم الله
الطالب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) سبق تفسير هذه الجملة ؟
الطالب:...
الشيخ : كلها وجعل الظلمات والنور إلى هنا وقفنا
و لكن ما هو الحمد ؟ الحمد كثير من الناس يفسره بالثناء على الجميل الاختياري ولكن هذا ليس بصحيح لأن الثناء يكون تكرار الحمد والدليل على هذا قوله عز وجل في الحديث القدسي: ( إذا قال العبد ((الحمد لله رب العالمين)) قال الله حمدني عبد وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي ) وهذا يدل على أن الثناء هو تكرار الوصف الكامل والاشتقاق يدل عليه لأن الثناء من الثني وهو إعادة الشيء أو رد الشيء بعضه إلى بعض وأما قولهم على الجميل الاختياري فهو بالنسبة لله عز وجل هو غير صحيح لأن الله يحمد على ما يفعله عز وجل وهو يختار ما يشاء ويحمد على كمال صفاته اللازمة التي لا تتعدى إلى أحد فهو محمود على كمال حياته ومحمود على كمال قيوميته الأول وصف لازم والثاني وصف متعدي ولازم أيضا كما سبق تفسيره
صالح إذن الصواب أن حمد الله يكون على أفعاله التي يختارها وعلى صفاته الكاملة اللازمة له فبماذا نعرفه ؟ نقول الحمد وصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما الحمد وصف المحمود بالكمال اللازم والمتعدي حبا وتعظيما لأن الوصف الكمال قد تصف شخصا ما بالكمال لا محبة له لكن رجاء لما سيجازيك به وقد تمدحه لا على سبيل المحبة والتعظيم ولكن خوفا من شره فالحمد إذن لا بد أن يقيد أنه على وجه المحبة والتعظيم فإن لم يكن على وجه المحبة والعظيم فهو مدح
وانظر إلى عمق اللغة العربية كيف فرقت بين حمد ومدح مع تساويهما في الحروف نوعا وعددا الحروف ثلاثة هذا العدد النوع نفس الحرف ح م د لكن اختلاف الترتيب حمد ومدح باختلاف هذا الترتيب اختلف معناهما والنسبة بينهما الخصوص والعموم فكل حمد مدح وليس كل مدح حمد لأن الحمد كما قلنا لا بد أن يكون على وجه المحبة والتعظيم والمدح بخلاف ذلك قد يمدح الرجل سلطانا أو وزيرا أو ما أشبه ذلك لا محبة له ولا تعظيما له ولكن يرجوا نواله أو يخاف منه أما الحمد فلا
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الفروق بينهما في كتابه بدائع الفوائد الذي حثنا شيخا عليه حين الطلب وقال إنه كتاب عظيم وهو كذلك يشبهه من بعض الوجوه صيد الخاطر لابن الجوزي لكن من حيث العمق والمعنى والفائدة لا سواء ولا مقارنة فهو رحمه الله بين بيانا واضحا الفروق بين الحمد والمدح وبحث هذا المبحث حتى أنضجه طبخا
وقال إن شيخنا يعني ابن تيمية رحمه الله كان إذا بحث في مثل هذه الأمور أتى بالعجب العجاب رحمه الله ولكنه كما قيل تألق البرق نجديا فقلت له إليك عني فإني عنك مشغول لأن شيخ الإسلام ما عنده التفرغ إلى أن يتكلم في مثل هذه الأمور يتكلم بما هو أعظم وقد جمع أخونا وزميلكم فريد بن عبد العزيز الزامل المباحث النحوية التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية جمعها في رسالة لكنها لم تطبع بعد وهذا طيب ومر علينا من هذا النوع مر علينا في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لما تكلم عن قول الله تعالى (( وخضتم كالذي خاضوا )) بحث بحثا ما تجده في أي كتاب رحمه الله
المهم نرجع إلى ما نحن عليه الحمد هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة والتعظيم (( لله )) قلنا اللام للاستغراق والاختصاص لا أحد يستحق الحمد كله من كل وجه إلا الله عز وجل وهذا الحمد المذكور خاص بالله عز وجل فهو عز وجل المستحق أن يحمد والحمد الكامل مختص به .
أما الله فهي علم على الله عز وجل والتعبير بها أحسن من التعبير بغيرها بعض الناس الآن يعبر فيقول قال الحق كذا وكذا هذا صحيح أن الله هو الحق المبين لكن اجعل عبارتك على عبارة السلف فهم يقولون قال الله أو يقولون قال ربنا أما قال الحق فهذه يأتي بها الإنسان لأجل أن يفتح الأذهان لكي يقول السامع من هذا ؟لكن نقول قال الله التي بنيت عليها الإلوهية والعبادة أحسن ولكن لا بأس أن تقول قال ربنا أو قال ربكم كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أحيانا ( أتدرون ماذا قال ربكم ؟ )
الله مشتقة من الإلوهية وأله بمعنى تعبد وليست بمعنى تحير كما زعمها بعضهم لأن الإنسان إذا قال الله ما يجد تحيرا يجد ربا معروفا عز وجل لا حيرة فيه يكون أصلها الإله لكن حذفت الهمز لكثرة الاستعمال وقالوا إن نظيرها الناس وأصله الأناس وكلمة خير وشر وأصله أخير وأشير إذن الله أصلها الإله وهي من أله ألهه أي تعبده وهل هو مشتق أو جامد الصواب أنه مشتق وأنه لا يوجد اسم من أسماء الله ولا من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من أسماء القرآن يكون جامدا أبدا لأن الجامد معناه أنه لا معنى له إلا الدلالة على المعين فقط لأن العلم كما قال ابن مالك :" اسم يعين المسمى مطلقا علمه كجعفر وخرنقا "
فلو قلنا أن أسماء الله أو أسماء الرسول أو أسماء الكتاب العزيز أنها جامدة معناها أنها لا تدل إلا على تعيين المسمى فقط ولكن نقول هي مشتقة تدل على تعيين المسمى وعلى المعنى الذي اشتقت منه لا بد
إذن الله مشتقة من الإله أو الإلوهية وهي التعبد لله عز وجل
(( الذي خلق السماوات والأرض)) الذي وصف للفظ الجلالة خلق السماوات والأرض خلق أي أوجدها على تدبير محكم لأن الأصل في الخلق في اللغة هو التقدير كما قال الشاعر
" ولأنت تفري ما خلقت وبعض الناس يخلق ثم لايفري "
يفري يعني يفعل تفري ما خلقت يعني ما قدرت فالخلق إذن هو الإيجاد على وجه التقدير المحكم
وقوله (( السماوات والأرض )) (( السماوات )) مفعول خلق ولا مانع أن نقول أنها مفعول خلافا لمن قال أنها لا تصح أن تكون مفعولا لأن المفعول لا بد أن يرد الفعل عليه وهو موجود وخلق السماوات والأرض ورد عليها قبل أن تخلق ولكن هذا تكلف والصواب الذي عليه أكثر المعربين أن السماوات مفعول به طيب خلق السماوات والأرض السماوات من سما يسموا إذا علا وقد بين الله عز وجل أنه سبع وأنها طباق وأنها شداد وأنها مبنية بأيد أي بقوة نقف على هذا فيه أسئلة عندكم وإلا نمشي؟
وقوله (( والأرض )) معطوفة على السماوات وهي لفظ مفرد لكنه لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها متعددة انتبه لهذا القيد لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها ايش ؟متعددة ولو لم يثبت أنها متعددة لقلنا أنها واحد هذا مقتضى اللفظ لكن نقول إن المراد بها الجنس وحينئذ لا ينافي التعدد وهي متعددة لدلالة ظاهر القرآن وصريح السنة
أما ظاهر القرآن فقد قال الله تعالى (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12] أي في العدد ولا يمكن أن يقول قائل ومن الأرض مثلهن في الكيفية والصفة لا أحد يقول لأن الفرق بين السماء والأرض واضح فيتعين أن يكون المراد العدد وهو كذلك أما السنة فصريحة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) فالمراد بالأرض الجنس فلا ينافي التعدد وقد ثبت تعدد الأرضين بظاهر القرآن وصريح السنة .
(( وجعل الظلمات والنور )) جعل بمعنى خلق ولكن إذا كانت بمعنى خلق فما هي الحكمة في أن عبر عن الخلق بالجعل قيل إن الحكمة هو التفنن في العبارة يعني تغيير العبارة قصدي اللفظ مع اتحاد المعنى أحيانا يكون من البلاغة وقيل إن الحكمة من ذلك أن النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره مثلا نور الشمس الآن لا يمكن أن يتبين إلا أن يكون هناك جسم قابل له ولذلك ما بيننا وبين الشمس ظلمة ما في نور لأن النور لا يمكن أن يظهر أثره إلا أن يكون مقابلا بجسم تجدون الآن الفرق بين أن تقابل الشمس جسما قابل للحرارة وجسما غير قابل وجسما قابلا لنصاعة البياض وجسما غير قابل لأن النور لا يمكن أن يكون قائما بنفسه ولا يتبين إلا إذا كان ايش ؟منعكسا على جسم فهذا هو الحكمة من قوله وجعل
حكمة أخرى أن الظلمات والنور تكون حسية ومعنوية أليس كذلك ؟ ظلمة الليل ما هي ؟حسية ظلمة الجهل معنوية كذلك النور نور النهار حسي نور العلم والإيمان معنوي ومن نور العلم والإيمان استنارة القلب بكلام الله عز وجل وكلام الله تعالى غير مخلوق مع أن القرآن يسمى نورا كما قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ))[النساء:174] واضح فلذلك عبر الله عز وجل بالجعل لأنه يتعلق بالمخلوق وغير المخلوق
(( وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )) (( ثم )) حرف عطف معروف ويفيد العطف والتراخي وإن شئت تقول الترتيب والتراخي يفيد الترتيب والتراخي فيكون معنى الآية ثم مع ظهور هذا الأمر وهو خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور مع هذا الذين كفروا بربهم يعدلون مع ظهور الآيات
ولا شك أن كفر الكافرين مع ظهور الآيات أشد في اللوم والتوبيخ ممن ليسوا كذلك.
وقوله (( كفروا بربهم )) ، بربهم هل نجعلها متعلقا بـ (( كفروا )) أو متعلقا بـ (( يعدلون )) التركيب محتمل أن تكون كفروا بربهم يعدلون أي يعدلون به غيره ويحتمل أن تكون الذين كفروا منفصلة عن قوله (( بربهم يعدلون )) ويكون الذين كفروا يعدلون بربهم أي يجعلون غير الله معادلا لله عز وجل .
الشيخ : سم الله
الطالب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْسِبُونَ ))[الأنعام:3]
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) سبق تفسير هذه الجملة ؟
الطالب:...
الشيخ : كلها وجعل الظلمات والنور إلى هنا وقفنا