قال الله تعالى : { هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون } حفظ
ثم قال الله عز وجل (( هو الذي خلقكم من طين )) لما ذكر خلق السماوات والأرض ثنى بخلقنا نحن فقال
(( هو الذي خلقكم من طين )) والطين هو التراب المبلول بالماء أو المخلوط بالماء وهو معروف وذلك بخلق أصلنا وهو آدم أما الإنسان فقد خلق من ماء مهين من النطفة لكن آدم خلق من طين
(( ثم قضى أجلا)) أي قدر أجلا انقضى وانتهى
(( وأجل مسمى عنده )) مسمى أي معلوم عند الله وهنا الأفضل أن تقف ثم قضى أجلا ولا تصل لأن الوصل قد يشعر بالتناقض وجهه أن الأول منصوب قضى أجلا والثاني مرفوع والحكم أيضا مختلف كما يتبين إن شاء الله من الفوائد وأجلا مسمى عنده عند الله وهو قيام الساعة فإن هذا مما يختص الله به عز وجل قال الله تعالى
(( يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله )) وقال تعالى (( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي )) هذا عند الله لا أحد يعلمه ولا أحد يعلم عن انقضائه أما الأجل الأول فنحن نعرف انقضاءه إذا وجدنا الرجل أنشأه الله ثم أماته انقضى الأجل أم لا ؟ قضى الله أجله وعرفناه لكن الأجل المسمى المعلوم عند الله عز وجل يختص الله بعلمه ثم أي بعد أن عرفتم أنكم خلقتم من طين وأن الآجال تنقضي بعلم منكم وأجل آخر غير معلوم بعد هذا تمترون والامتراء هو الشك أي تشكون في البعض فانظر الآن كيف ذكر في الآيات الأولى شرك هؤلاء بربهم يعني الكفار ثم ذلك نوعا آخر وهو الكفر باليوم الآخر لأن الشك بما يجب فيه اليقين كفر