الفوائد حفظ
من فوائد هذه الآيات الكريمة أن بني آدم حادث بعد أن لم يكن من أين تؤخذ من قوله ((هو الذي خلق)) وقد قال الله عز وجل (( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ))[الإنسان:1] هل بمعنى قد فمن عمره عشرون سنة هو قبل إحدى وعشرين سنة نعم لم يكن شيئا مذكورا فأوجده الله ففيه دليل على حدوث بني آدم وأنهم مخلوقون من العدم
ومن فوائد الآيات الكريمة الإشارة إلى أصل بني آدم وأنهم من الطين والطين من أين ؟ من الأرض وقد قال الله تعالى (( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ))[طه:55] فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية وبين قول الله عز وجل (( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال )) وقوله تعالى (( خلقكم من تراب )) فالجمع بينهما سهل وذلك أن أصل بني آدم تراب صب عليه الماء فصار طينا بقي زمنا مدة طويلة فصار صلصالا لأنه يسود وإذا صنع منه الشيء صار صلصالا له صوت إذا ضربته بأصبعك صار له صوت فلا خلاف ولا تناقض واعلم أنه لا يمكن أن يقع التناقض بين دليلين قطعيين هذا لا يمكن أبدا لأنه لو وجد تعارض بينهما لم يكونا قطعيين لأن القطعي يعني أن غيره لا يمكن فلا يمكن التعارض بين دليلين نعم قطعيين لا يمكن بين دليلين قطعيين أبدا لا في القرآن ولا في السنة ولا فيما بين القرآن والسنة ولا بين الأدلة العقلية والنقلية هذا لا يمكن لأنه لو تصورنا هذا فأحدهما قطعا غير صحيح إذ أن الدليلين القطعيين النسبة بينهما التناقض والنقيضان ايش لا يجتمعان ولا يلتقيان