الفوائد حفظ
في هذه الآية من الفوائد بيان عتو هؤلاء المكذبين وفي ذلك أنه لا تأتيهم أي آية إلا كانوا عنها معرضين وقد طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر أشار إلى القمر انفلق فلقتين وشاهده الناس وقد أشار الله إليه في قوله (( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ))[القمر:1] وهو انشقاق حسي والمراد بالقمر القمر المشاهد المعروف .
وقد أنكر الفلاسفة وعلماء الفلك أن القمر انشق وقالوا لا يمكن لأن الأجرام السماوية لا يمكن فيها التفكك فهل نقبل قولهم ونرد الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة أم نرد قولهم ؟ الواجب على المؤمن الثاني أن يرد كل قول يخالف الكتاب والسنة مهما كان قائله فهو سبحان الله كيف نقول يستحيل أن تتغير الأجرام السماوية والذي يغيرها من ؟ الله عز وجل خالقها يفعل ما يشاء وهو انشقاق حسي للقمر المعلوم الحسي وليس كما قال علماء الفلك وحرفوا من أجله الكتاب والسنة وقالوا إن أخبار الانشقاق أخبار أحادية تحتمل التأويل أو الرد وأما القرآن فمعنى انشق القمر أي بان نور النبوة وهذا غلط ما هو صحيح فإن قال قائل قريش رأت هذه الآية والله عز وجل قضى بأن من أوتوا الآية التي يطلبونها ولم يؤمنوا أهلكهم فكيف لم يهلك الله قريشا ؟
نعم الجواب عن هذا أن الذين يهلكون هم الذين يطلبون آية معينة فإذا أتوا بها وكفروا بها أهلكهم الله لأنهم يكونون متحدين لله عز وجل وأما من يطلب آية عامة وتعين من قبل الله فهؤلاء لا يهلكون.
ويحتمل وجها آخر أن نقول إن هذا العموم يجوز أن يخصص فيكون الله عز وجل لم يهلكهم لأن الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ملك الجبال يقول له ( إن شئت أطبقت الأخشبين عليهم ) وهما الجبلان العظيمان المحيطان بمكة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا استأني به فلعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ) ويكون عدم إهلاك قريش لما يعلمه عز وجل من أن هؤلاء سيكون من أصلابهم من المخلصون لله المجاهدون في سبيل الله وقع هذا أم لم يقع ؟ وقع هذا بلا شك فإما أن يكون الجواب كما قال الأخ وإما أن يكون الجواب ما ذكرناه طيب
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل حكيم رحيم وذلك لكونه يأتي بالآيات للخلق فإن هذا من الحكمة الواضحة لأنه ليس من المعقول أن يأتي رجل ويقول للناس أنه رسول فيستبيح دماء من لم يؤمن به وأموالهم وذرياتهم ونسائهم بدون أن يكون هناك ايش ؟ آية تدل على صدقه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من نبي - يعني بعثه الله إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ) لا بد هذا من جهة الحكمة.
من جهة الرحمة أن الله رحم الخلق بكونه إذا أرسل إليهم الرسل آتاهم بالآيات الدالة على صدقهم ولو شاء لأرسل الرسل بدون آيات ثم من كذب أخذه لكن تأبى حكمته ورحمته أن يرسل رسلا بلا آيات ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الربوبية للكفار لقوله (( من آيات ربهم )) وهذه الربوبية العامة وربوبية الله عز وجل تنقسم إلى عامة وخاصة فربوبيته لأوليائه خاصة ولأعدائه وأوليائه جميعا عامة بإزاء ذلك العبودية تنقسم إلى ايش ؟ عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93] والخاصة مثل قوله (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ))[فاطر:32] وقوله (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))[الفرقان:1] والأمثلة كثيرة
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة خطر الإعراض عن الآيات وأنه يخشى على من أعرض عن الآيات ألا يهتدي بها لقوله تعالى (( إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ))[الأنعام:4] ويدل لهذا أي لخطر الإعراض عن الآيات قول الله تعالى(( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] والكاف هنا للتعليل (( كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وهذه مسألة خطيرة في الواقع يجب على طالب العلم أن يجعلها نصب عينيه إذا كان يمشي على طريق معين وجاءت النصوص على خلافه فإن بعض الناس قد يتلكأ ويحاول أن يحرف النصوص التي تخالف طريقه وهذا خطر عظيم بل الواجب على المؤمن أن يستسلم للنصوص من حين أن تأتيه كما كان الصحابة t يفعلون هذا مجرد ما يفعل الرسول شيء يفعلونه مجرد أن ينهى عن شيء يتركونه فكون الإنسان يتلكأ أول ما يأتيه الحق خطر عظيم والآية واضحة في سورة الأنعام (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] وقال الله تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ))[المائدة:49]
وقد أنكر الفلاسفة وعلماء الفلك أن القمر انشق وقالوا لا يمكن لأن الأجرام السماوية لا يمكن فيها التفكك فهل نقبل قولهم ونرد الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة أم نرد قولهم ؟ الواجب على المؤمن الثاني أن يرد كل قول يخالف الكتاب والسنة مهما كان قائله فهو سبحان الله كيف نقول يستحيل أن تتغير الأجرام السماوية والذي يغيرها من ؟ الله عز وجل خالقها يفعل ما يشاء وهو انشقاق حسي للقمر المعلوم الحسي وليس كما قال علماء الفلك وحرفوا من أجله الكتاب والسنة وقالوا إن أخبار الانشقاق أخبار أحادية تحتمل التأويل أو الرد وأما القرآن فمعنى انشق القمر أي بان نور النبوة وهذا غلط ما هو صحيح فإن قال قائل قريش رأت هذه الآية والله عز وجل قضى بأن من أوتوا الآية التي يطلبونها ولم يؤمنوا أهلكهم فكيف لم يهلك الله قريشا ؟
نعم الجواب عن هذا أن الذين يهلكون هم الذين يطلبون آية معينة فإذا أتوا بها وكفروا بها أهلكهم الله لأنهم يكونون متحدين لله عز وجل وأما من يطلب آية عامة وتعين من قبل الله فهؤلاء لا يهلكون.
ويحتمل وجها آخر أن نقول إن هذا العموم يجوز أن يخصص فيكون الله عز وجل لم يهلكهم لأن الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ملك الجبال يقول له ( إن شئت أطبقت الأخشبين عليهم ) وهما الجبلان العظيمان المحيطان بمكة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا استأني به فلعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ) ويكون عدم إهلاك قريش لما يعلمه عز وجل من أن هؤلاء سيكون من أصلابهم من المخلصون لله المجاهدون في سبيل الله وقع هذا أم لم يقع ؟ وقع هذا بلا شك فإما أن يكون الجواب كما قال الأخ وإما أن يكون الجواب ما ذكرناه طيب
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل حكيم رحيم وذلك لكونه يأتي بالآيات للخلق فإن هذا من الحكمة الواضحة لأنه ليس من المعقول أن يأتي رجل ويقول للناس أنه رسول فيستبيح دماء من لم يؤمن به وأموالهم وذرياتهم ونسائهم بدون أن يكون هناك ايش ؟ آية تدل على صدقه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من نبي - يعني بعثه الله إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ) لا بد هذا من جهة الحكمة.
من جهة الرحمة أن الله رحم الخلق بكونه إذا أرسل إليهم الرسل آتاهم بالآيات الدالة على صدقهم ولو شاء لأرسل الرسل بدون آيات ثم من كذب أخذه لكن تأبى حكمته ورحمته أن يرسل رسلا بلا آيات ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الربوبية للكفار لقوله (( من آيات ربهم )) وهذه الربوبية العامة وربوبية الله عز وجل تنقسم إلى عامة وخاصة فربوبيته لأوليائه خاصة ولأعدائه وأوليائه جميعا عامة بإزاء ذلك العبودية تنقسم إلى ايش ؟ عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93] والخاصة مثل قوله (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ))[فاطر:32] وقوله (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ))[الفرقان:1] والأمثلة كثيرة
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة خطر الإعراض عن الآيات وأنه يخشى على من أعرض عن الآيات ألا يهتدي بها لقوله تعالى (( إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ))[الأنعام:4] ويدل لهذا أي لخطر الإعراض عن الآيات قول الله تعالى(( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] والكاف هنا للتعليل (( كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وهذه مسألة خطيرة في الواقع يجب على طالب العلم أن يجعلها نصب عينيه إذا كان يمشي على طريق معين وجاءت النصوص على خلافه فإن بعض الناس قد يتلكأ ويحاول أن يحرف النصوص التي تخالف طريقه وهذا خطر عظيم بل الواجب على المؤمن أن يستسلم للنصوص من حين أن تأتيه كما كان الصحابة t يفعلون هذا مجرد ما يفعل الرسول شيء يفعلونه مجرد أن ينهى عن شيء يتركونه فكون الإنسان يتلكأ أول ما يأتيه الحق خطر عظيم والآية واضحة في سورة الأنعام (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ))[الأنعام:110] وقال الله تعالى (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ))[المائدة:49]