الفوائد حفظ
من فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء مع تواتر الآيات عليهم كذبوا بالحق ولم يستجيبوا له والتكذيب بالحق بعد مجيئه أشد من التكذيب به قبل أن يأتي بحيث يسمع الإنسان عنه ولكنه لم يتأكد فإن هذا الذي أتاه الحق وكذب به يكون تكذيبه أعظم
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا الحكم لمن قامت عليه الحجة بمجيء الحق إليه وأما من لم يعرف الحق فإنه على قسمين تارة يدين بدين الحق لكنه لا يعرفه وتارة يدين بدين الباطل ولا ينتسب لدين الحق
الأول الذي يدين بالباطل لكنه ينتسب لدين الحق فيصلي ويزكي ويصوم ويحج لكنه يستغيث بالأموات هذا نقول إننا نحكم بإسلامه إذا لم تقم عليه الحجة والآخر لا يدين بدين الإسلام أصلا هو لم تبلغه الحجة ولم يدر أنه على ضلال لكنه يدين بدين غير الإسلام فكيف نعامله ؟ نعامله بأنه كافر ولهذا لو مات أحد الآن لم تبلغه الدعوة من غير المسلمين فإننا لا نصلي عليه ولا نترحم عليه لأنه يدين بدين غير الإسلام لكنه في الآخرة أمره إلى الله عز وجل أما لو كان مسلما يدين بدين الإسلام ويقول أشهد أن لا إله الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لكنه يأتي شركا أكبر لا يدري أنه شرك أكبر فهذا نعامله معاملة المسلم نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه معنا ما دام لم تقم عليه الحجة
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة إلى أن هؤلاء سوف ولا يأتيهم العذاب لقوله (( سوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ))
قال الله تعالى (( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:5] فسرناها ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء كذبوا بالحق بعد أن جاءهم فيكون تكذيبهم أشد قبحا وأعظم إثما ذلك لقيام الحجة عليهم
ومن فوائدها تهديد هؤلاء بالعذاب لقوله فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
ومن فوائد الآية الكريمة أن تكذيب هؤلاء مقرون بالاستهزاء إذ أنهم يسخرون كيف نبعث وقد كنا عظاما ورفاتا ويقولون (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))[ص:5] فسيأتيهم هذا أنباء ما كانوا به يستهزؤون
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الكفار عندهم عناد والعياذ بالله وذلك أنه قرنوا كفرهم بالاستهزاء فلم يسلم الشرع ولا من جاء بالشرع من استهزائهم