قال الله تعالى : { ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذآ إلآ سحر مبين } حفظ
ثم قال تعالى مبينا عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ))[الأنعام:7] لو هنا شرطية بدليل وجود فعل الشرط وجوابه أين فعل الشرط ؟ نزلنا وجواب الشرط ؟ لقال الذين كفروا . (( ولو نزلنا عليك )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (( كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ )) يعني كتاب عاديا يدركه الناس فلمسوه بأيديهم يعني لم يتخيلوه من بعد بل هو بين أيديهم يلمسونه نازلا من السماء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
وقوله (( فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ )) فإذا قال قائل وهل هناك لمس بغير اليد فالجواب إن شئت فقل نعم لأن الإنسان يمس بقدمه ويمس بلسانه ويمس بكل أجزاء جلده وإن شئت فقل إن اللمس يكون باليد لكنها ذكرت اليد هنا من باب التوكيد كقوله عز وجل (( ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه )) والمعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحه نعم
(( فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا )) هذا الجواب (( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) هنا إظهار في موضع الإضمار أين هو ؟(( لقال الذين كفروا )) ولم يقل لقالوا إشارة إلى شيئين
الشيء الأول التسجيل على هؤلاء في الكفر يعني الحكم عليهم بالكفر
الثاني أن من قال مثل قولهم فهو كافر ففيه فائدتان فائدة متعدية وفائدة لازمة الفائدة اللازمة هي الحكم عليهم بالكفر والمتعدية أن من قال قولهم فهو كافر
(( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هنا نافية بدليل قوله إلا وهي إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي وقد تكون للنفي وإن لم تأت بعدها إلا لكن إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي إن تأتي نافية كما هنا وتأتي شرطية مثل (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم )) وتأتي مخففة من الثقيلة كقوله (( إن هذان لساحران )) لأن أصل (( إن هذان لساحران )) أصلها إنّ هذان لساحران وتأتي زائدة كما في قول الشاعر
:" بني غدانة ما إن أنتم ذهبوا "
والتقدير ما أنتم ذهبوا لكنه جاء بها زائدة وهذا ليس بغريب هذا مما يدل على أن اللغة العربية واسعة خلافا لمن قال إنها ضيقة لأن معانيها أكثر من ألفاظها نقول كون الحرف الواحد أو الكلمة الواحدة تأتي بمعنى متعدد هذا يدل على مرونة اللغة العربية لا على قلة مواردها ولا شك أنه إذا كانت اللغة مرنة كان ذلك أوسع للمتخاطبين بها وأيسر عليهم
(( إن هذا )) المشار إليه الكتاب في القرطاس (( إلا سحر مبين )) السحر كل شيء خفي يسمى سحر مأخوذ من السحر الذي هو آخر الليل والغالب أن آخر الليل يكون خفيا الناس لا يخرجون من بيوتهم فيكون هناك خفاء في الأمور التي تحدث لكنه في الاصطلاح هو عبارة عن عقد ورقى وأدوية تصدر من الساحر بواسطة الشياطين كما قال الله عز وجل في سورة البقرة (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ - يعني ويعلمونهم ما أنزل على الملكين ببابل - هَارُوتَ وَمَارُوتَ " هذان اسمان لملكين" وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ))[البقرة:102]
ولذلك دائما أصل كثيرا ما يكون السحر مرتبط بالجن حتى إنه يتكلم الجني ويقول إني لا أستطيع أن أخرج لأني مسحور لكن إذا أراد الله عز وجل عثر على السحر وأتلف ثم برأ المريض وقوله (( مبين )) بمعنى بين ظاهر وذلك لأن بان وأبان يأتيان بمعنى واحد تقول بان الصبح وأبان الصبح أبان رباعي وبان ثلاثي بان يقال بين وأبان يقال مبين على أن أبان تأتي متعدية لا بمعنى بان مثل أن تقول أبان الحق أبان الأمر هي بمعنى أظهره ونرجع إلى هذه الآية
وقوله (( فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ )) فإذا قال قائل وهل هناك لمس بغير اليد فالجواب إن شئت فقل نعم لأن الإنسان يمس بقدمه ويمس بلسانه ويمس بكل أجزاء جلده وإن شئت فقل إن اللمس يكون باليد لكنها ذكرت اليد هنا من باب التوكيد كقوله عز وجل (( ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه )) والمعلوم أن الطائر لا يطير إلا بجناحه نعم
(( فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا )) هذا الجواب (( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) هنا إظهار في موضع الإضمار أين هو ؟(( لقال الذين كفروا )) ولم يقل لقالوا إشارة إلى شيئين
الشيء الأول التسجيل على هؤلاء في الكفر يعني الحكم عليهم بالكفر
الثاني أن من قال مثل قولهم فهو كافر ففيه فائدتان فائدة متعدية وفائدة لازمة الفائدة اللازمة هي الحكم عليهم بالكفر والمتعدية أن من قال قولهم فهو كافر
(( لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )) إن هنا نافية بدليل قوله إلا وهي إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي وقد تكون للنفي وإن لم تأت بعدها إلا لكن إذا أتت بعدها إلا فهي للنفي إن تأتي نافية كما هنا وتأتي شرطية مثل (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم )) وتأتي مخففة من الثقيلة كقوله (( إن هذان لساحران )) لأن أصل (( إن هذان لساحران )) أصلها إنّ هذان لساحران وتأتي زائدة كما في قول الشاعر
:" بني غدانة ما إن أنتم ذهبوا "
والتقدير ما أنتم ذهبوا لكنه جاء بها زائدة وهذا ليس بغريب هذا مما يدل على أن اللغة العربية واسعة خلافا لمن قال إنها ضيقة لأن معانيها أكثر من ألفاظها نقول كون الحرف الواحد أو الكلمة الواحدة تأتي بمعنى متعدد هذا يدل على مرونة اللغة العربية لا على قلة مواردها ولا شك أنه إذا كانت اللغة مرنة كان ذلك أوسع للمتخاطبين بها وأيسر عليهم
(( إن هذا )) المشار إليه الكتاب في القرطاس (( إلا سحر مبين )) السحر كل شيء خفي يسمى سحر مأخوذ من السحر الذي هو آخر الليل والغالب أن آخر الليل يكون خفيا الناس لا يخرجون من بيوتهم فيكون هناك خفاء في الأمور التي تحدث لكنه في الاصطلاح هو عبارة عن عقد ورقى وأدوية تصدر من الساحر بواسطة الشياطين كما قال الله عز وجل في سورة البقرة (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ - يعني ويعلمونهم ما أنزل على الملكين ببابل - هَارُوتَ وَمَارُوتَ " هذان اسمان لملكين" وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ))[البقرة:102]
ولذلك دائما أصل كثيرا ما يكون السحر مرتبط بالجن حتى إنه يتكلم الجني ويقول إني لا أستطيع أن أخرج لأني مسحور لكن إذا أراد الله عز وجل عثر على السحر وأتلف ثم برأ المريض وقوله (( مبين )) بمعنى بين ظاهر وذلك لأن بان وأبان يأتيان بمعنى واحد تقول بان الصبح وأبان الصبح أبان رباعي وبان ثلاثي بان يقال بين وأبان يقال مبين على أن أبان تأتي متعدية لا بمعنى بان مثل أن تقول أبان الحق أبان الأمر هي بمعنى أظهره ونرجع إلى هذه الآية