الفوائد حفظ
في هذه الآية بيان عناد المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم وجه ذلك أن الله ذكر أنه لو نزل عليهم كتاب في قرطاس ولمسوه بأيديهم قالوا هذا سحر ما هو صحيح وجه هذا الاستنتاج مع أنه قد لا يكون من اللائق أن أقول استنتاج وجه ذكر الله ذلك عنهم لأنهم أتاهم من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ومع ذلك (( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ))[القمر:2] فعلم الله من حالهم أنهم لو وصلت بهم الحال إلى هذا كتاب في قرطاس كما عهدوه ولمسوه بأيديهم قالوا (( هذا سحر مبين ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة أن الكتاب إذا كان في قرطاس فهو أبين وأظهر وإلا يمكن يكتب على غير قرطاس في ايش ؟ في اللوح من خشب في اللوح من عظام في اللوح من أحجار في اللوح من جريد النخل كما كان في أول الأمر لكن القرطاس أثبت وألين وأسهل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين لن يؤمنوا ولو جاءتهم بكل آية لأن من أعظم الآيات أن ينزل الكتاب يشاهدونه في قرطاس ويلمسون ثم ينكرون ويفسر هذا قول الله عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ))[يونس:97] وقوله تعالى (( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ))[يونس:101] وقال الله عزوجل (( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ فتول عنهم ))[القمر:5] وهنا انتبه تقف على فتول عنهم ولا تصل لأنك لو وصلت فسد المعنى صار المعنى فتول عنهم متى ؟ يوم يدع الداعي إلى شيء نكر هذه واحدة وفي الآية التي بعدها (( فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ))[القمر:9] قف لا تصل لأنك لو وصلت وقالوا مجنون وازدجر صار قوله وازدجر من قولهم وليس كذلك لكن وازدجر معطوف على قالوا أي قالوا مجنون وازدجروه ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخوان يجب الإنسان ينتبه لها لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي نكتبه نحن أو نقوله نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد لكن في القرآن سبحان الله وهو من إعجازه أنك ترى أحيانا الكلمة ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن ينتبه المخاطب أو القارئ ويتأمل ويتفكر وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس تجده يقرأ قراءة مرسلة ولا ينتبه للمواقف .
ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كان يقوم بنا في رمضان التراويح والقيام ويقف المواقف اللائقة فنتعجب كيف هذا وكنا في الأول نقرأها نقرأ القرآن مرسلا ولا نلتفت للمعنى حتى إن قوله تعالى (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) هل تقف على فويل للمصلين ؟ تقف لأن الله جعلها موقف فإذا قلت سبحان الله إذا قلت فويل للمصلين كيف قال الشاعر الملحد:"
" ما قال ربك ويل للأولى سكروا بل قال ربك ويل للمصلين "
نقول نعم قاله ولكنه ملحد ما قرأ الآية الثانية الوقف على (( فويل للمصلين )) فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس لأنه إذا سمع القارئ يقرأ (( فويل للمصلين )) ووقف تجده يشوش كيف فويل للمصلين ثم تأتيه (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) فتكون كأنه الغيث نزل على أرض يابسة وهذا هو السر في أن الأولى اتباع الآيات إذا أمكن تقف على كل آية ولو تعلق ما بعدها فيها
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة أنه ينبغي الإظهار في موضع الإضمار إذا دعت الحاجة لقوله (( لقال الذين كفروا )) وهذا يقع كثيرا في القرآن الكريم في آيات متعددة مثل قول الله تعالى (( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))[البقرة:98] ما قال عدو له مع أن الآية(( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))فيها مناسبة ثالثة وهي مراعاة فواصل الآيات فانظر كيف كان الإظهار في موضع الإضمار
ومن فوائد هذه الآية الكريمة مكابرة أولئك المشركين الذين يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم بصرفهم الحق إلى باطل الحق أنه قرآن من عند الله وهم يصرفونه إلى السحر هذا السحر الذي قالوه هل هو في بلاغة القرآن وفصاحة القرآن وبيان القرآن أو في كونه أتى بكتاب نزل من السماء فموه على أبصارهم الظاهر أنه يشمل الأمرين يقول هذا ما هو حقيقة يا محمد سحرتنا أو يقولون أنه لبيانه وفصاحته سحرهم وأيا كان فالجاحد والعياذ بالله يتشبث بكل شيء نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الإشارة أن الكتاب إذا كان في قرطاس فهو أبين وأظهر وإلا يمكن يكتب على غير قرطاس في ايش ؟ في اللوح من خشب في اللوح من عظام في اللوح من أحجار في اللوح من جريد النخل كما كان في أول الأمر لكن القرطاس أثبت وألين وأسهل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء المكذبين لن يؤمنوا ولو جاءتهم بكل آية لأن من أعظم الآيات أن ينزل الكتاب يشاهدونه في قرطاس ويلمسون ثم ينكرون ويفسر هذا قول الله عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ))[يونس:97] وقوله تعالى (( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ))[يونس:101] وقال الله عزوجل (( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ فتول عنهم ))[القمر:5] وهنا انتبه تقف على فتول عنهم ولا تصل لأنك لو وصلت فسد المعنى صار المعنى فتول عنهم متى ؟ يوم يدع الداعي إلى شيء نكر هذه واحدة وفي الآية التي بعدها (( فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ))[القمر:9] قف لا تصل لأنك لو وصلت وقالوا مجنون وازدجر صار قوله وازدجر من قولهم وليس كذلك لكن وازدجر معطوف على قالوا أي قالوا مجنون وازدجروه ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخوان يجب الإنسان ينتبه لها لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي نكتبه نحن أو نقوله نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد لكن في القرآن سبحان الله وهو من إعجازه أنك ترى أحيانا الكلمة ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن ينتبه المخاطب أو القارئ ويتأمل ويتفكر وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس تجده يقرأ قراءة مرسلة ولا ينتبه للمواقف .
ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كان يقوم بنا في رمضان التراويح والقيام ويقف المواقف اللائقة فنتعجب كيف هذا وكنا في الأول نقرأها نقرأ القرآن مرسلا ولا نلتفت للمعنى حتى إن قوله تعالى (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) هل تقف على فويل للمصلين ؟ تقف لأن الله جعلها موقف فإذا قلت سبحان الله إذا قلت فويل للمصلين كيف قال الشاعر الملحد:"
" ما قال ربك ويل للأولى سكروا بل قال ربك ويل للمصلين "
نقول نعم قاله ولكنه ملحد ما قرأ الآية الثانية الوقف على (( فويل للمصلين )) فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس لأنه إذا سمع القارئ يقرأ (( فويل للمصلين )) ووقف تجده يشوش كيف فويل للمصلين ثم تأتيه (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) فتكون كأنه الغيث نزل على أرض يابسة وهذا هو السر في أن الأولى اتباع الآيات إذا أمكن تقف على كل آية ولو تعلق ما بعدها فيها
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة أنه ينبغي الإظهار في موضع الإضمار إذا دعت الحاجة لقوله (( لقال الذين كفروا )) وهذا يقع كثيرا في القرآن الكريم في آيات متعددة مثل قول الله تعالى (( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))[البقرة:98] ما قال عدو له مع أن الآية(( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ))فيها مناسبة ثالثة وهي مراعاة فواصل الآيات فانظر كيف كان الإظهار في موضع الإضمار
ومن فوائد هذه الآية الكريمة مكابرة أولئك المشركين الذين يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم بصرفهم الحق إلى باطل الحق أنه قرآن من عند الله وهم يصرفونه إلى السحر هذا السحر الذي قالوه هل هو في بلاغة القرآن وفصاحة القرآن وبيان القرآن أو في كونه أتى بكتاب نزل من السماء فموه على أبصارهم الظاهر أنه يشمل الأمرين يقول هذا ما هو حقيقة يا محمد سحرتنا أو يقولون أنه لبيانه وفصاحته سحرهم وأيا كان فالجاحد والعياذ بالله يتشبث بكل شيء نعم