قال الله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون } حفظ
ثم قال الله عز وجل (( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ))[الأنعام:10] اللام هنا موطئة للقسم ومؤكدة له وقد للتحقيق وهذا يرد في القرآن كثيرا وعلى هذا فالجملة تكون مؤكدة بثلاثة مؤكدات قسم مقدر والثاني اللام والثالث قد (( اسْتُهْزِئَ )) أي سخر بدليل قوله (( فحاق بالذين سخروا منهم )) سخروا به وقالوا هذا رجل أهذا الذي يذكر آلهتكم (( وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ))[هود:38] وقوله (( بِرُسُلٍ )) نكرة في سياق الإثبات لا تدل على العموم أي لا تدل على أن جميع الرسل سخر بهم بل برسل واعلم أن النكرة في سياق الإثبات لا تدل على العموم إلا إذا قام الدليل على هذا فإنها تكون للعموم مثل قول الله عز وجل (( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ))[الانفطار:5] (( علمت نفس ما أحضرت )) فهنا نفس نكرة في سياق الإثبات لكنها للعموم إذ معنى الآية علمت كل نفس (( برسل من قبلك )) أي في الزمان
(( فحاق بالذين سخروا منهم )) أي نزل بهم (( ما كانوا به يستهزئون )) أي عقوبة ما كانوا به يستهزئون أو جزاء ما كانوا به يستهزئون وإنما عبر الله تعالى عن الجزاء بالفعل للإشارة إلى سببه من وجه وليعلم أن الجزاء بقدر العمل من وجه آخر فالعقوبة سببها العمل الذي استحق به العامل أن يعاقب فأطلق على العقوبة نفس العمل الذي هو السبب
ثانيا إذا كان الإنسان يجازى عمله نفسه فالعمل فهذا يعني أن الجزاء أو العقوبة بقدر العمل ما كانوا به يستهزئون ثم قال (( قل سيروا في الأرض ))