الفوائد حفظ
في الآية الكريمة فوائد منها توكيد الجملة بأنواع المؤكدات فإذا قال قائل أليس خبر الله تعالى صدقا سواء اقترن بالقسم وأدوات التوكيد أم لا ؟ فالجواب بلى لكن القرآن الكريم جاء باللسان العربي واللسان العربي يحسن فيه التأكيد إذا اقتضت الحال ذلك وإلا فمن المعلوم أن الله إذا أخبر بخبر وإن لم يؤكد فهو حق وصدق كما نشاهد الشمس لكن القرآن بلسان عربي مبين هذه واحدة
ثانيا تأكيد الله له بالقسم يدل على أهميته وأنه من الأمور التي لا بد أن يقبلها الإنسان وأن يصدق بها واضح ثالثا أنه قد يراد به دفع إنكار من أنكر مدلول الخبر فكون الله عز وجل يؤكد قيام الساعة بالمؤكدات الكثيرة لرد إنكار المكذبين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه ليس بغريب أن يستهزئ المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا قد سبق من الأمم السابقة استهزاء المكذبين للرسول بأي شيء ؟ بأنواع متعددة (( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )) كأنهم يقولون محمد لا يصلح لهذا وكما في قولهم (( أهذا الذي يذكر آلهتكم )) والاستفهام هنا للتحقير يعني من هذا الرجل الذي يذكر آلهتكم بسوء ليس بشيء وليس له قيمة ومنها وصفهم إياه بأنه مجنون ومخرف وما أشبه ذلك
ومن فوائد هذه الآية عناية الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه من القرآن ما يسليه به وجهه أن ذكر هذا أعني استهزاء الأمم السابقة برسلها تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كونه يعلم بأن الأمم السابقة كذبت رسلها يهون عليه الأمر أليس كذلك ؟ وهو واضح فإن الإنسان يتسلى بالمصائب إذا أصابت غيره وتهون عليه مصيبته وقد أشار الله إلى هذا في قوله (( وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ))[الزخرف:39] مع أنه لو كان في الدنيا واشترك الناس في العذاب لهان عليهم ونفعهم وحملهم على الصبر لكن في القيامة لا ينفع
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تهديد المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم من أين تؤخذ ؟ (( فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون )) يعني فاحذوا أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم المستهزئون به ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أنه لا رسول بعد محمد انتبهوا هل يمكن أن تؤخذ من الآية أو لا ؟
الطالب :....
الشيخ : واقع ليس بواضح (( برسل من قبلك )) هذا تسلية الإنسان بما مضى ولا يمنع لو كان ممكنا أن يوجد رسل آخرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ليس فيها دليل عليه
ومن فوائد الآية الكريمة أن السخرية والاستهزاء بالرسل موجب للعقاب لقوله (( فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))[الأنعام:10] ثم هل هذا العقاب عقاب على كفر أو على فسوق ؟ الجواب في الأول على كفر فكل من سخر بالرسل أو استهزئ بهم فهو كافر لا إشكال في هذا ولكن هل تقبل توبته ؟ الجواب نعم تقبل توبته لعموم قول الله عز وجل (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] ودليل عقلي أن سب النبي إنما كان كفرا لنبوته لا لشخصيته والنبوة والعمل بالشريعة التي جاءت بها من حقوق الله في الواقع وحقوق الله تقبل فيها التوبة بالاتفاق فالصحيح أن من سخر بالنبي واستهزئ به فإنه إذا تاب إلى الله توبة نصوحا ارتفع عنه وصف الردة وصار مسلما وارتفع عنه القتل لكن إذا سب الرسول فهل إذا تاب وقبلنا توبته يرتفع عنه القتل أو لا ؟ نعم فيه خلاف فمن العلماء من قال أنها تقبل توبته وذلك لأن سب الرسول ليس سبا شخصيا وإنما سبه سب ايش ؟على النبوة والرسالة والنبوة والرسالة من حق الله فتقبل أي نعم فلا يقتل لأننا قبلنا توبته واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تقبل توبته ولكنه يقتل حدا وعلل ذلك بأن سب النبي صلى الله عليه وسلم عدوان على شخصه وعلى رسالته لا شك فعلى رسالته نقول ايش ؟ تقبل التوبة وأما على شخصه فلا بد أن نثأر لنبينا صلى الله عليه وسلم ونأخذ بالثأر ونقتله فيتحتم قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم وإن قبلنا توبة الساب إذن ما الفائدة إذا قلنا تقبل توبته ويقتل ؟ الفائدة أنه يقتل مسلما يغسل ويكفن ويصلى عليه ويرثه أقاربه المسلمون ويبقى على حكم الإسلام بخلاف ما إذا قلنا أنه مرتد فلا يثبت له هذا الحكم
فإن قال قائل أليس قد وجد من سب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وتاب وقبل النبي صلى الله عليه وسلم توبته ؟ فالجواب بلى لأن الحق له فإذا عفا عنه فله الحق هذا من جهة
ومن جهة أخرى ترغيبا له في التوبة رفع عنه القتل
ثالثا أنه إذا تاب فسيكون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين استؤذن في قتل المنافقين ( لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه ) أما بعد موته فكل هذه العلل منتفية فيجب على أمته أن يقتل من سبه صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد الآية الكريمة أن المعاصي سبب للعقوبة لقوله (( ما كانوا به يستهزئون )) وأن العقوبة بقدر العمل ولذلك عبر به عنها وهذا من عدل الله صلى الله عليه وسلم أن العقوبة بقدر العمل أما المثوبة فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة