قال الله تعالى : { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } حفظ
قال الله تبارك وتعالى (( قل سيروا في الأرض )) قل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (( سيروا في الأرض )) بمعنى على وإنما أتت في بمعنى علي لبيان أنه ينبغي أن يكون السير عميقا كأنما يسيرون في أجواف الأرض سيروا في الأرض وهل السير هنا بالقلوب أو بالأقدام ؟ الجواب يحتمل هذا وهذا فالسير بالقلوب أن يتأمل الإنسان بما جرى للأمم السابقة بما صح من تاريخهم وأصح تاريخ للأمم السابقة ما جاء في القرآن أو ما صحت به السنة أو بأقدامكم سيروا في الأرض بأقدامكم بأن ينظروا آثار المكذبين المهلكين كما في قول الله تعالى (( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[الصافات:138] فصار السير هنا يشمل السير بالقلب والسير بالقدم لأجل الاعتبار فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين انظروا بأعينكم أو ببصائركم يعني بأبصاركم أو ببصائركم إذا قلنا السير بالقلب فالمراد ...بالبصائر وإذا قلنا بالقدم فالمراد البصر وينبني على ما سبق ((كيف كان عاقبة المكذبين ))كيف هذه خبر كان مقدم ويتعين أن يكون مقدما لأنه اسم استفهام واسم الاستفهام له صدر الكلام لأنه هو المقصود بالجملة وإذا كان المقصود بالجملة كان حقه أن يقدم ولهذا إذا قلت أين زيد ؟ تعين أن تكون أين خبرا مقدما ولا يجوز أن تقول زيد أين؟ فكيف في محل نصب خبر كان مقدم وعاقبة اسمها مؤخر باعتبار تقديم الخبر وإلا هو في مكانه (( كيف كان عاقبة المكذبين )) فماذا كانت ؟ كانت أسوأ عاقبة والعياذ بالله دمرهم الله صلى الله عليه وسلم وجعلهم مثلا للآخرين يعتبرون به