الفوائد حفظ
في هذه الآية الكريمة فوائد منها أن جميع من في السماوات والأرض لله عز وجل والدليل (( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله )) فإن قال قائل كيف أخذتم العموم مع أن من للعاقل ؟ وما لغير العاقل ؟ فالجواب أن هذين الاسمين يتناوبان بمعنى أن أحدهما يقع مكان الآخر والدليل قوله تعالى (( يسبح لله ما في السماوات )) وفي آية أخرى (( من في السماوات )) وهذا يدل على أن من وما يتناوبان وإن كان الأكثر استعمالا أن ما في غير العاقل وأن من في العاقل وعليه فنقول من هنا تشمل العاقل وغير العاقل أو نقول من للعاقل لكن عبر به أي بالعاقل لأنه إذا كان الله تعالى يملك العاقل وهو مختار مريد فغيره من باب أولى
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات السماوات والأرض وهذا متكرر كثيرا علينا وتعلمون أن السماوات سبع والأرضين سبع
ومن فوائد الآية الكريمة أننا متى آمنا بهذا وأن من في السماوات والأرض لله فإننا لن نلجأ إلا لله ولن نخاف إلا من الله عز وجل لأنه مالك من في السماوات ومن في الأرض وليتنا نتوكل على الله حق توكله لو توكلنا على الله حق توكله لكان الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ) تغدوا خماصا أي تطير في أول النهار وهي جائعة وترجع في آخر النهار وهي ممتلئة البطون سبحان الله وهذا شيء مشاهد تجد الطيور في أول الصباح تطير في الجو وقد أعطاها الله تعالى قوة النظر من رحمة الله عز وجل تنظر للحب وهي في جو السماء فتنزل عليه وتنظر للحبة الصغيرة التي لا يدركها الإنسان إلا بمشقة وهي تنظرها بسهولة تجد أنها تأخذ الحبة الصغيرة جدا في وسط القطيفة المفروشة من بين الخمل اللي فيها لكن الله عز وجل أعطاها قوة بصر حتى تعيش المهم أنك متى علمت أن من في السماوات والأرض لله فعلى من تتوكل ومن تخاف ومن ترجوا ؟ الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة جواب إجابة السائل نفسه إذا كان الأمر واضحا لقوله (( قل لله )) مع أنه أمره أن يسأل ثم أمره أن يجب فإذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه فاجب أنت لأن المسئول قد يمنعه من الإجابة استكباره وكبرياؤه فأجب أنت إذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن لله تعالى أن يكتب على نفسه ما شاء لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) فإذا قال قائل كيف يكون الشيء لازما على الله فالجواب إن الله ألزم نفسه به وله أن يفعل ما يشاء نحن لا نلزم الله بشيء لكن الله له أن يلزم نفسه بشيء فكتابة الله على نفسه الرحمة لا تنافي كماله بل هي من كمال الله عز وجل أن يفرض على نفسه الرحمة لكن نحن ليس لنا على الله حق إلا ما أوجبه على نفسه قال ابن القيم رحمه الله في النونية
" ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشأن "
هو أوجب " إن عذبوا فبعدله " لأن الذنب ذنبهم " أو نعموا فبفضله والفضل للمنان " عز وجل
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله يعبر عن نفسه بالنفس لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) وله نظائر قال الله عز وجل (( ويحذركم الله نفسه )) وقال عيسى عليه الصلاة والسلام (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) وليست نفس الله كنفس الإنسان ، الإنسان يطلق على نفسه نفس وله نفس قال الله عز وجل (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) وقال (( كل نفس ذائقة الموت )) فهنا يتوفى الأنفس يعني الروح اللي في البدن وليست الجسم لأنه عند الموت الجسم لا يقبض الجسم في الأرض ويتوارى عن الأنظار الذي يقبض هو الروح فالإنسان له نفس وهي الروح ويعبر عن ذاته بالنفس فيقول كلمتك بنفسي وتقول جاء الرجل نفسه أما الله عز وجل فليس له نفس بل هو نفسه هو ذاته عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات البعث لقوله (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ))
ومن فوائدها تأكيد الشيء بالقسم وغيره من المؤكدات إذا دعت الحاجة إليه متى تدعوا الحاجة ؟ تدعوا الحاجة في مواطن منها إذا كان المخاطب منكرا فهنا يجب أن يؤكد الكلام يجب حسب البلاغة أن يؤكد الكلام ومنها إذا كان الأمر بعيدا مستغرب فإنه يؤكد لكن ليس كالأول الأول يؤكد وجوبا وهذا يؤكد إما جوازا أو من باب الاستحباب لا يعني أوكد من هذا الباب لأن توكيده أحسن من عدمه ونقول استحسانا كلما دعت الحاجة إلى توكيد الكلام أكد ولا يعد هذا تطويل ولا إخلالا بالبيان
ومن فوائد الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في جمع الأولين والآخرين حتى يكون هذا اليوم يوما مشهودا كما قال الله عز وجل (( واليوم المشهود )) يشهد الأولون والآخرون نحن نشهد هابيل وقابيل ونشهد آخر واحد من هذه الأمة كل العالم مشهود بل كل شيء مشهود الجن والبهائم والوحوش كل شيء قال الله (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ )) فوق الارض (( إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )) [الأنعام:38] كل شيء لو تصور الإنسان هذا اليوم لرأى مشهدا عظيما ، عظيما ما يستطيع أن يدركه الآن لكن نفهم معناه ولا ندرك حقيقته أبلغ من أن تتصور اللهم اجعله علينا يسيرا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تسمية يوم البعث بيوم القيامة للوجوه التي سمعتموها في التفسير
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه لا ريب في هذا اليوم شرعا وعقلا :
شرعا لأن الله أخبر به وأكده وضرب له الأمثال
وعقلا لأنه ليس من المعقول أن الله عز وجل يوجد هذه الخليقة ويأمرها وينهاها ويرسل إليها الرسول وتستباح الأنفس والأموال والذرية في القتال في سبيل الله ثم تكون النتيجة أن الأرض تبلعهم فقط هذا ينافي الحكمة فالعقل يوجب أن يكون هناك بعث حتى وإن لم يكن نص فكيف والنصوص كثيرة ، كثيرة ومن رحمة الله عز وجل وله الحمد والفضل والمنة أنه يكثر من إثبات يوم القيامة ويضرب له الأمثال لأن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يحمل الإنسان حقيقة على الإيمان إذ لولا اعتقاد المؤمن أنه سيبعث ويجازى إن خيرا فخير وإن شرا فشر ما عمل أبدا ولصارت الأمة موطنا للسلب والنهب والأخذ والعدوان
من فوائد هذه الآية أن هؤلاء المكذبين خسروا أنفسهم يعني كأن لم يوجدوا على الأرض لأنهم لم يستفيدوا من حياتهم ولذلك لما لم يستفيدوا من الحياة الدنيا لم يستفيدوا من الحياة الآخرة فكانوا مخلدين في نار جهنم والعياذ بالله
ومن فوائد الآية أنه من الفصاحة أن يذكر السبب بعد المسبب إذا جعلنا جملة فهم لا يؤمنون خبرا وجه ذلك أن سبب خسرانهم هو عدم الإيمان فأخر السبب وقدم المسبب هذا إذا جعلنا فهم لا يؤمنون خبرا لقوله (( الذين خسروا أنفسهم )) أما إذا جعلناها جملة مستقلة فلا تتأتى هذه الفائدة لأنها على الترتيب
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات السماوات والأرض وهذا متكرر كثيرا علينا وتعلمون أن السماوات سبع والأرضين سبع
ومن فوائد الآية الكريمة أننا متى آمنا بهذا وأن من في السماوات والأرض لله فإننا لن نلجأ إلا لله ولن نخاف إلا من الله عز وجل لأنه مالك من في السماوات ومن في الأرض وليتنا نتوكل على الله حق توكله لو توكلنا على الله حق توكله لكان الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ) تغدوا خماصا أي تطير في أول النهار وهي جائعة وترجع في آخر النهار وهي ممتلئة البطون سبحان الله وهذا شيء مشاهد تجد الطيور في أول الصباح تطير في الجو وقد أعطاها الله تعالى قوة النظر من رحمة الله عز وجل تنظر للحب وهي في جو السماء فتنزل عليه وتنظر للحبة الصغيرة التي لا يدركها الإنسان إلا بمشقة وهي تنظرها بسهولة تجد أنها تأخذ الحبة الصغيرة جدا في وسط القطيفة المفروشة من بين الخمل اللي فيها لكن الله عز وجل أعطاها قوة بصر حتى تعيش المهم أنك متى علمت أن من في السماوات والأرض لله فعلى من تتوكل ومن تخاف ومن ترجوا ؟ الله عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة جواب إجابة السائل نفسه إذا كان الأمر واضحا لقوله (( قل لله )) مع أنه أمره أن يسأل ثم أمره أن يجب فإذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه فاجب أنت لأن المسئول قد يمنعه من الإجابة استكباره وكبرياؤه فأجب أنت إذا كان الأمر واضحا لا نزاع فيه
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن لله تعالى أن يكتب على نفسه ما شاء لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) فإذا قال قائل كيف يكون الشيء لازما على الله فالجواب إن الله ألزم نفسه به وله أن يفعل ما يشاء نحن لا نلزم الله بشيء لكن الله له أن يلزم نفسه بشيء فكتابة الله على نفسه الرحمة لا تنافي كماله بل هي من كمال الله عز وجل أن يفرض على نفسه الرحمة لكن نحن ليس لنا على الله حق إلا ما أوجبه على نفسه قال ابن القيم رحمه الله في النونية
" ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشأن "
هو أوجب " إن عذبوا فبعدله " لأن الذنب ذنبهم " أو نعموا فبفضله والفضل للمنان " عز وجل
ومن فوائد الآية الكريمة أن الله يعبر عن نفسه بالنفس لقوله (( كتب على نفسه الرحمة )) وله نظائر قال الله عز وجل (( ويحذركم الله نفسه )) وقال عيسى عليه الصلاة والسلام (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) وليست نفس الله كنفس الإنسان ، الإنسان يطلق على نفسه نفس وله نفس قال الله عز وجل (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) وقال (( كل نفس ذائقة الموت )) فهنا يتوفى الأنفس يعني الروح اللي في البدن وليست الجسم لأنه عند الموت الجسم لا يقبض الجسم في الأرض ويتوارى عن الأنظار الذي يقبض هو الروح فالإنسان له نفس وهي الروح ويعبر عن ذاته بالنفس فيقول كلمتك بنفسي وتقول جاء الرجل نفسه أما الله عز وجل فليس له نفس بل هو نفسه هو ذاته عز وجل
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات البعث لقوله (( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ))
ومن فوائدها تأكيد الشيء بالقسم وغيره من المؤكدات إذا دعت الحاجة إليه متى تدعوا الحاجة ؟ تدعوا الحاجة في مواطن منها إذا كان المخاطب منكرا فهنا يجب أن يؤكد الكلام يجب حسب البلاغة أن يؤكد الكلام ومنها إذا كان الأمر بعيدا مستغرب فإنه يؤكد لكن ليس كالأول الأول يؤكد وجوبا وهذا يؤكد إما جوازا أو من باب الاستحباب لا يعني أوكد من هذا الباب لأن توكيده أحسن من عدمه ونقول استحسانا كلما دعت الحاجة إلى توكيد الكلام أكد ولا يعد هذا تطويل ولا إخلالا بالبيان
ومن فوائد الآية الكريمة حكمة الله عز وجل في جمع الأولين والآخرين حتى يكون هذا اليوم يوما مشهودا كما قال الله عز وجل (( واليوم المشهود )) يشهد الأولون والآخرون نحن نشهد هابيل وقابيل ونشهد آخر واحد من هذه الأمة كل العالم مشهود بل كل شيء مشهود الجن والبهائم والوحوش كل شيء قال الله (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ )) فوق الارض (( إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )) [الأنعام:38] كل شيء لو تصور الإنسان هذا اليوم لرأى مشهدا عظيما ، عظيما ما يستطيع أن يدركه الآن لكن نفهم معناه ولا ندرك حقيقته أبلغ من أن تتصور اللهم اجعله علينا يسيرا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تسمية يوم البعث بيوم القيامة للوجوه التي سمعتموها في التفسير
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنه لا ريب في هذا اليوم شرعا وعقلا :
شرعا لأن الله أخبر به وأكده وضرب له الأمثال
وعقلا لأنه ليس من المعقول أن الله عز وجل يوجد هذه الخليقة ويأمرها وينهاها ويرسل إليها الرسول وتستباح الأنفس والأموال والذرية في القتال في سبيل الله ثم تكون النتيجة أن الأرض تبلعهم فقط هذا ينافي الحكمة فالعقل يوجب أن يكون هناك بعث حتى وإن لم يكن نص فكيف والنصوص كثيرة ، كثيرة ومن رحمة الله عز وجل وله الحمد والفضل والمنة أنه يكثر من إثبات يوم القيامة ويضرب له الأمثال لأن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يحمل الإنسان حقيقة على الإيمان إذ لولا اعتقاد المؤمن أنه سيبعث ويجازى إن خيرا فخير وإن شرا فشر ما عمل أبدا ولصارت الأمة موطنا للسلب والنهب والأخذ والعدوان
من فوائد هذه الآية أن هؤلاء المكذبين خسروا أنفسهم يعني كأن لم يوجدوا على الأرض لأنهم لم يستفيدوا من حياتهم ولذلك لما لم يستفيدوا من الحياة الدنيا لم يستفيدوا من الحياة الآخرة فكانوا مخلدين في نار جهنم والعياذ بالله
ومن فوائد الآية أنه من الفصاحة أن يذكر السبب بعد المسبب إذا جعلنا جملة فهم لا يؤمنون خبرا وجه ذلك أن سبب خسرانهم هو عدم الإيمان فأخر السبب وقدم المسبب هذا إذا جعلنا فهم لا يؤمنون خبرا لقوله (( الذين خسروا أنفسهم )) أما إذا جعلناها جملة مستقلة فلا تتأتى هذه الفائدة لأنها على الترتيب