قال الله تعالى : { قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى قل لاأشهد قل إنما هو إله واحد وإنني برىء مما تشركون } حفظ
ثم قال عز وجل (( قل أي شيء أكبر شهادة )) قيل أن هذه الآية لها سبب وهو أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم من يشهد لك بأنك حق اليهود والنصارى أنكروا فمن يشهد لك فأنزل الله هذه الآية وسواء كان هذا هو السبب أو لم يكون هذا هو السبب لأن في قلوب المشركين لا شك أن الشيطان يلقي في قلوبهم ويقول محمد لا شاهد له ما له شاهد ويقول الله عز وجل (( قل أي شيء أكبر شهادة )) أي شيء الجواب واضح ولهذا أمر الله نبيه أن يجيب قبل أن يجيب هؤلاء لئلا يكابر ويعاند فقال (( قل الله شهيد بيني وبينكم )) وكان يتبادر أن يقول الله جوابا لهم هم لو قالوا من الشاهد لكن الرسول يسألهم يقول أي شيء أكبر شهادة ربما يكابرون ويقولون لا شاهد لك فقال (( قل الله شهيد بيني وبينكم )) نعرب الآية لأن فيها أوجه (( قل الله )) الإعراب الأول أن يكون الاسم الكريم مبتدأ والخبر محذوف والتقدير قل الله أكبر شهادة وعلى هذا التقدير يكون قوله (( شهيد )) خبر مبتدأ محذوف والتقدير هو شهيد بيني وبينكم
أن يكون الاسم الكريم مبتدأ خبره محذوف والتقدير الله أكبر شهادة ليكون مطابقا لقوله (( قل أي شيء أكبر شهادة )) وعلى هذا التقدير يكون قوله (( شهيد بيني وبينكم )) خبر مبتدأ محذوف تقدير هو شهيد بيني وبينكم
الوجه الثاني أن يكون الاسم الكريم خبر لمحذوف تقديره هو الله وعلى هذا التقدير يكون قوله (( شهيد )) يجوز فيها وجهان:
الوجه الأول أن تكون خبرا ثاني للمبتدأ المحذوف ويكون التقدير هو الله شهيد خبر ثاني
والوجه الثاني أن تقول شهيد خبر مبتدأ محذوف يعني هو الله هو شهيد بيني وبينكم
هذه الأوجه في الإعراب يتوقف عليها الوقوف على أي كلمة نقف (( قل الله )) نقف علي هذا، فيه وجه آخر منفصل عن الوجوه أن يكون الاسم الكريم مبتدأ وخبره شهيد (( قل الله شهيد بيني وبينكم )) وإذا كان الله شهيد بينه وبين أعدائه فمن أكبر من الله؟ لا أحد أكبر كل هذه الأوجه مهما تنوعت لا تعدوا أن يكون المعنى الله أكبر شهادة من كل شيء ولا شك في هذا الله أكبر شهادة من كل شيء وبماذا شهد الله للرسول عز وجل ؟ شهد الله للرسول عز وجل بصدقه باللفظ وبالفعل اللفظ قال الله تعالى (( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ))[النساء:166] وقال عز وجل (( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ))[المنافقون:1] فهذه شهادة قولية من الله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق
أما الفعل فالآيات الذي ينزلها الله عليه هذه شهادة فعلية من الله التمكين له في الأرض تمكينه من أن يضرب الأعناق ويسبي الأموال والذرية تمكينه من أن يتلوا القرآن على الناس ويقول هذا كلام الله وقد قال له الله عز وجل (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ))[الحاقة:46] وشهادة الله الفعلية كثيرة شهد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه حق (( قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ ))[الأنعام:19] مبهما أبهم الفاعل لأنه معلوم فالموحي هو الله عز وجل والوحي في اللغة العربية في الأصل الإعلام بسرعة وخفاء أن تعلم صاحبك بسرعة تعطيه كلمات يفهمها بسرعة وخفاء لئلا يطلع عليها أحد فأصله السر أصل الوحي السر لكنه في الاصطلاح هو عبارة عن تكليم الله عز وجل بواسطة أو بغير واسطة لأحد من عباده بشريعة يبلغها الناس هذا الوحي وسمي بذلك لأن الوحي خفي تارة يكون في روع الرسول وتارة يكون بتكليم الله للرسول من وراء حجاب وتارة يكون بإرسال رسول يرسله الله عز وجل فيوحي بعلمه ما يشاء
وقوله (( القرآن )) مصدر كالغفران والشكران وهل هذا المصدر بمعنى اسم المفعول ولا بمعنى اسم الفاعل المصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل ويأتي بمعنى اسم المفعول تقول هذا عدل رضي أي عادل راضي وفي الحديث ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود فهل هنا هذا المصدر بمعنى اسم الفاعل أو بمعنى اسم المفعول ؟ الجواب بهما يكون لهما جميعا فهو بمعنى اسم الفاعل أي قارئ لأنه جامع ، جامع آياته وكلماته وما يحتاج الناس إليه ومعنى المفعول أي مقروء وكلا الوصفين ثابت للقرآن الكريم
(( لأنذركم به )) اللام هنا متعلق بأوحي أي أوحي إلي لأكون منذرا لكم وهذا هو الحكمة من الوحي أن الله سبحانه وتعالى يوحي للرسول لينذر به وإذا أورث الله عز وجل رجلا هذا الوحي فإنما أورثه الله لينذر ويقول الحق كما سيأتي إن شاء الله في الفوائد
(( ومن بلغ )) من هذه اسم موصول معطوف على ايش ؟ على الكاف ينذر يعني وينذر به من بلغ والفاعل يعود على القرآن والمعنى ومن بلغه القرآن بأي واسطة من بلغه القرآن فقد أنذر ولكن من بلغه القرآن بغير اللغة العربية لم يفهم منه شيء فلا تقم عليه الحجة ومن بلغة باللغة العربية وهو لا يفهمها فإنها لا تقوم عليه الحجة لقول الله تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ))[إبراهيم:4] وقوله تعالى (( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))[يوسف:2] جعلناه يعني صيرناه باللغة العربية
أن يكون الاسم الكريم مبتدأ خبره محذوف والتقدير الله أكبر شهادة ليكون مطابقا لقوله (( قل أي شيء أكبر شهادة )) وعلى هذا التقدير يكون قوله (( شهيد بيني وبينكم )) خبر مبتدأ محذوف تقدير هو شهيد بيني وبينكم
الوجه الثاني أن يكون الاسم الكريم خبر لمحذوف تقديره هو الله وعلى هذا التقدير يكون قوله (( شهيد )) يجوز فيها وجهان:
الوجه الأول أن تكون خبرا ثاني للمبتدأ المحذوف ويكون التقدير هو الله شهيد خبر ثاني
والوجه الثاني أن تقول شهيد خبر مبتدأ محذوف يعني هو الله هو شهيد بيني وبينكم
هذه الأوجه في الإعراب يتوقف عليها الوقوف على أي كلمة نقف (( قل الله )) نقف علي هذا، فيه وجه آخر منفصل عن الوجوه أن يكون الاسم الكريم مبتدأ وخبره شهيد (( قل الله شهيد بيني وبينكم )) وإذا كان الله شهيد بينه وبين أعدائه فمن أكبر من الله؟ لا أحد أكبر كل هذه الأوجه مهما تنوعت لا تعدوا أن يكون المعنى الله أكبر شهادة من كل شيء ولا شك في هذا الله أكبر شهادة من كل شيء وبماذا شهد الله للرسول عز وجل ؟ شهد الله للرسول عز وجل بصدقه باللفظ وبالفعل اللفظ قال الله تعالى (( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ))[النساء:166] وقال عز وجل (( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ))[المنافقون:1] فهذه شهادة قولية من الله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق
أما الفعل فالآيات الذي ينزلها الله عليه هذه شهادة فعلية من الله التمكين له في الأرض تمكينه من أن يضرب الأعناق ويسبي الأموال والذرية تمكينه من أن يتلوا القرآن على الناس ويقول هذا كلام الله وقد قال له الله عز وجل (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ))[الحاقة:46] وشهادة الله الفعلية كثيرة شهد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه حق (( قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ ))[الأنعام:19] مبهما أبهم الفاعل لأنه معلوم فالموحي هو الله عز وجل والوحي في اللغة العربية في الأصل الإعلام بسرعة وخفاء أن تعلم صاحبك بسرعة تعطيه كلمات يفهمها بسرعة وخفاء لئلا يطلع عليها أحد فأصله السر أصل الوحي السر لكنه في الاصطلاح هو عبارة عن تكليم الله عز وجل بواسطة أو بغير واسطة لأحد من عباده بشريعة يبلغها الناس هذا الوحي وسمي بذلك لأن الوحي خفي تارة يكون في روع الرسول وتارة يكون بتكليم الله للرسول من وراء حجاب وتارة يكون بإرسال رسول يرسله الله عز وجل فيوحي بعلمه ما يشاء
وقوله (( القرآن )) مصدر كالغفران والشكران وهل هذا المصدر بمعنى اسم المفعول ولا بمعنى اسم الفاعل المصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل ويأتي بمعنى اسم المفعول تقول هذا عدل رضي أي عادل راضي وفي الحديث ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود فهل هنا هذا المصدر بمعنى اسم الفاعل أو بمعنى اسم المفعول ؟ الجواب بهما يكون لهما جميعا فهو بمعنى اسم الفاعل أي قارئ لأنه جامع ، جامع آياته وكلماته وما يحتاج الناس إليه ومعنى المفعول أي مقروء وكلا الوصفين ثابت للقرآن الكريم
(( لأنذركم به )) اللام هنا متعلق بأوحي أي أوحي إلي لأكون منذرا لكم وهذا هو الحكمة من الوحي أن الله سبحانه وتعالى يوحي للرسول لينذر به وإذا أورث الله عز وجل رجلا هذا الوحي فإنما أورثه الله لينذر ويقول الحق كما سيأتي إن شاء الله في الفوائد
(( ومن بلغ )) من هذه اسم موصول معطوف على ايش ؟ على الكاف ينذر يعني وينذر به من بلغ والفاعل يعود على القرآن والمعنى ومن بلغه القرآن بأي واسطة من بلغه القرآن فقد أنذر ولكن من بلغه القرآن بغير اللغة العربية لم يفهم منه شيء فلا تقم عليه الحجة ومن بلغة باللغة العربية وهو لا يفهمها فإنها لا تقوم عليه الحجة لقول الله تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ))[إبراهيم:4] وقوله تعالى (( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))[يوسف:2] جعلناه يعني صيرناه باللغة العربية