فوائد الآية : { وهو القاهر فوق عباده................ } حفظ
قال الله تعالى (( وهو القاهر فوق عباده ... )) إلى آخره وفي هذه الآية فوائد
منها إثبات اسم القاهر لله عز وجل لأنه قال وهو القاهر وجاءت بصيغة أخرى القهار كما قال تعالى (( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ))[غافر:16] فيستفاد من إثبات الاسم إثبات الصفة وهي القهر لأن كل أسماء الله كلها دالة على معنى واحد أو أكثر لأنها أسماء وأوصاف فهي باعتبار تعيين الذات أسماء وباعتبار دلالتها على المعنى أوصاف ولهذا نقول أسماء الله عز وجل ليست كأسماء بني آدم مثلا فإن بني آدم قد يسمى الإنسان باسم وهو أبعد الناس عن وصفه بخلاف أسماء الله
من فوائدها إثبات الفوقية لله عز وجل لقوله فوق عباده وكما سبق أنها فوقية مكان وفوقية مكانة أما فوقية المكانة فما أحد من المسلمين ينازع وهي الفوقية المعنوية أما فوقية المكان فقد تنازع المسلمون فيها على طرفين ووسط
الطرف الأول يقول إنه عز وجل في كل مكان في السماء وفي الأرض وفي الأسواق وفي المساجد وفي المدارس وفي كل مكان ولا يخفى ما يلزم على هذا القول الباطل من اللوازم الفاسدة كمخالفة النصوص ومخالفة الفطر ومخالفة العقول وصف الله تعالى بما لا يليق بجلاله
وقسم آخر على العكس من هذا قال لا يجوز أبدا أن نثبت أن الله في مكان لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ومعلوم أن هذا القول يعني العدم فإذا قلت بأن الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل فهو هو العدم تماما ولهذا قال محمود بن سُبَكتَكين رحمه الله وهو من أقوى الأمراء والسلاطين في المشرق قال لمحمد بن الفورك لما سأله عن علو الله وقال: " لا نقول فوق ولا تحت" إلى آخره قال: " بين لي الفرق بين إلهك والعدم " أو كلمة نحوها وصدق رحمه الله
قلنا أنهما طرفان ووسط الوسط الذي هدى الله إليه سلف الأمة وأئمة الأمة وأهل السنة أن الله تعالى في مكان فوق كل شيء لكن ليس معنى ذلك أنه في مكان يحيط به مكان كما نحن الآن في المسجد تحيط بنا جدران المسجد لا في مكان فوق فضا لأن ما فوق المخلوقات عدم ما فوقها شيء حتى نقول إن الله أحاط به شيء من مخلوقاته فهو فضاء عدمي والله تعالى فوق كل شيء وهذه الفوقية فوقية المكان دل عليها الكتاب والسنة فلنسأل يا عبد الرحمن بن جمعة نريد دليلا من القرآن على فوقية الله فوقية المكان ؟
الطالب : قوله (( أأمنتم من في السماء )) وقوله (( الرحمن على العرش استوى ))
الشيخ : من السنة
الطالب : سال النبي صلى الله عليه وسلم جارية أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة .
الشيخ : نعم .من السنة الفعلية
الطالب : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب للناس في حجة الوداع كان يشير إليهم
الشيخ : كان يقول اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء ثم ينكتها إلى الناس يردها إليهم طيب كذلك أيضا من أدلة علو الله الدليل العقلي يحيى
الطالب : أن العلو أفضل من السفل
الشيخ : صفة كمال أليس كذلك والله تعالى موصوف بصفات الكمال فلزم أن يكون عاليا ولأن ضد العلو السفل لأنهما متقابلان فإذا انعدم علوه لزم ثبوت سفوله وهذا مستحيل على الله الفطرة...
الطالب أن الإنسان يجد من نفسه توقا إلى العلو إذا ضيق عليه أو نحو ذلك ارتفع قلبه إلى السماء
الشيخ : نعم أن الإنسان كلما دعا يجد من نفسه ضرورة لطلب العلو ما قال يا الله إلا يجد قلبه يرتفع إلى السماء بدون أي دراسة وبدون أي تعليم فهو دليل فطري حتى قيل إن البهائم تقر بذلك وفيه الحديث الضعيف أن سليمان بن داوود عليهما السلام خرج مرة يستسقي أي يطلب نزول المطر فوجد نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول " اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا رزقك" فقال " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم" فهذا الأثر ضعيف لكن ما يستبعد أن البهائم العجمى تعترف بعلو الله عز وجل
فتبين الآن أن دلالة الأدلة كلها الكتاب والسنة والعقل والفطرة وهناك إجماع على هذا متفقة على علو الله تبارك وتعالى علو مكانة وليس فيه أي نقص وأما تدجيل المنكرين على كتاب الله وسنة رسوله والصحابة والنبي والصحابة بأنه يلزم من ذلك أن يكون جسما فنقول إذا لزم هذا من كتاب الله ومن سنة رسوله فليكن وما يضرنا إذا لزم ولا شك أن الله تعالى له ذات مخالفة لذوات المخلوقات من كل وجه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) حتى في الوجود والحدود مخالف فإن الله لم يزل ولا يزال موجودا بخلاف غيره من المخلوقات فهو حادث بعد أن لم يكن وأي ضرر في هذا لكن إياك أن تتصور هذه الذات العلية لأنك لا تستطيع أن تتصورها بصورة مطابقةاطلاقا كما قال تعالى (( ولا يحيطون به علما ))
طيب من فوائد الآية الكريمة إثبات العبودية لجميع الخلق لقوله (( فوق عباده )) وهذه العبودية عبودية العبودية الكونية كل الخلق عباد لله تعالى يفعل فيهم ما يشاء ولا يمكن لأي واحد بر أو فاجر مؤمن أو كافر يستعصي على ربه تعالى من هذه الناحية
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات اسم الله بل إثبات اسمي الله الحكيم والخبير وما تضمناه من صفة فالذي تضمنه الحكيم صفتان الإحكام والحكم وإن شئت فقل الحكمة والحكم وقد سبق في التفسير أن الحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها قال بعضهم إن الشرع ما أمر بأمر فقال العقل ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينه عنه لأن أوامر الشرع ونواهيه مطابقة تماما للحكمة كذلك الأمور الكونية كلها مطابقة للحكمة كما سبق في التفسير
بالنسبة للحكم أيضا حكم الله نوعان شرعي وقدري أو إن شئت فقل كوني وهو أيضا موافقة للحكمة وذكرنا أن الحكمة في التفسير نوعان حكمة غاية وحكمة صورة الغاية أن كل ما قضاه الله كونا أو شرعا فإنه على وفق الحكمة والغاية منه حكمة أيضا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات وصف الخبرة لله تعالى وهي العلم ببواطن الأمور يترتب على إيماننا بهذا أولا أن نستسلم لحكم الله الشرعي كما أننا مستسلمون لحكمه القدري وألا نكلف أنفسنا بالاطلاع على الحكمة فيما لا تدركه عقولنا بل نؤمن ونسلم وكذلك يقال في الأحكام القدرية تؤمن بالله وتسلم لقضائه إذن يستلزم من جهة المنهج والمسلك أن الإنسان يرضى بالحكم الشرعي لا يقول ليته لم يحرم أو ليته لم يوجد وكذلك القدر يستسلم له
كذلك من الفوائد المسلكية والمنهجية أنك تستلزم أو تلتزم بأحكام الله الشرعية لأن الحكم له والحكمة فيه فلا مناص لك عن أحكام الله الشرعية طيب وهل هذا يمنع من أن نسأل عن الحكمة ؟ لا يمنع لكن بشرط أن نستسلم تماما قبل معرفة الحكمة أما ألا نستسلم إلا إذا عرفنا الحكمة فهذا غلط عظيم وبالنسبة للخبير متى علمت أن الله تعالى خبيرا بكل شيء يقع منك فإنك سوف تخاف من مخالفة الله تعالى وسوف ترغب في القيام بأمر الله لتعلم أنك لن تعمل عملا إلا علم الله به وهذه نتيجة مهمة جدا من يترك الزنا مثلا في مكان لا يطلع عليه إلا الله وبدون معارضة من المرأة والنفس تدعوا لذلك من يترك هذا في مثل هذه الحال إلا مؤمن يعلم أن الله يراقبه ويتأمل في قصة يوسف عليه السلام دعته سيدته إلى نفسها في مكان خال ولا يمكن الوصول إليه لأنها غلقت الأبواب وهي امرأة العزيز وتقوم على جانب كبير من الجمال أو التجمل ولما همت به وهم بها رأى برهان لله عز وجل أي ما في قلبه من الإيمان فانصرف عنها وتركها خوفا من الله تعالى وقال الله في ذلك كذلك أي كان الأمر كذلك (( لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )) وتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله منهم ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) فالمهم أنك متى آمنت بعلم الله تعالى بجميع أحوالك وبما في قلبك فإنك لن تخالفه فتعصيه كيف تخالف الله تعالى وتعصيه وهو يعلم هذا لا يقع إلا ممن أزاغ الله قلبه نسأل الله السلامة نعم
منها إثبات اسم القاهر لله عز وجل لأنه قال وهو القاهر وجاءت بصيغة أخرى القهار كما قال تعالى (( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ))[غافر:16] فيستفاد من إثبات الاسم إثبات الصفة وهي القهر لأن كل أسماء الله كلها دالة على معنى واحد أو أكثر لأنها أسماء وأوصاف فهي باعتبار تعيين الذات أسماء وباعتبار دلالتها على المعنى أوصاف ولهذا نقول أسماء الله عز وجل ليست كأسماء بني آدم مثلا فإن بني آدم قد يسمى الإنسان باسم وهو أبعد الناس عن وصفه بخلاف أسماء الله
من فوائدها إثبات الفوقية لله عز وجل لقوله فوق عباده وكما سبق أنها فوقية مكان وفوقية مكانة أما فوقية المكانة فما أحد من المسلمين ينازع وهي الفوقية المعنوية أما فوقية المكان فقد تنازع المسلمون فيها على طرفين ووسط
الطرف الأول يقول إنه عز وجل في كل مكان في السماء وفي الأرض وفي الأسواق وفي المساجد وفي المدارس وفي كل مكان ولا يخفى ما يلزم على هذا القول الباطل من اللوازم الفاسدة كمخالفة النصوص ومخالفة الفطر ومخالفة العقول وصف الله تعالى بما لا يليق بجلاله
وقسم آخر على العكس من هذا قال لا يجوز أبدا أن نثبت أن الله في مكان لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ومعلوم أن هذا القول يعني العدم فإذا قلت بأن الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل فهو هو العدم تماما ولهذا قال محمود بن سُبَكتَكين رحمه الله وهو من أقوى الأمراء والسلاطين في المشرق قال لمحمد بن الفورك لما سأله عن علو الله وقال: " لا نقول فوق ولا تحت" إلى آخره قال: " بين لي الفرق بين إلهك والعدم " أو كلمة نحوها وصدق رحمه الله
قلنا أنهما طرفان ووسط الوسط الذي هدى الله إليه سلف الأمة وأئمة الأمة وأهل السنة أن الله تعالى في مكان فوق كل شيء لكن ليس معنى ذلك أنه في مكان يحيط به مكان كما نحن الآن في المسجد تحيط بنا جدران المسجد لا في مكان فوق فضا لأن ما فوق المخلوقات عدم ما فوقها شيء حتى نقول إن الله أحاط به شيء من مخلوقاته فهو فضاء عدمي والله تعالى فوق كل شيء وهذه الفوقية فوقية المكان دل عليها الكتاب والسنة فلنسأل يا عبد الرحمن بن جمعة نريد دليلا من القرآن على فوقية الله فوقية المكان ؟
الطالب : قوله (( أأمنتم من في السماء )) وقوله (( الرحمن على العرش استوى ))
الشيخ : من السنة
الطالب : سال النبي صلى الله عليه وسلم جارية أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة .
الشيخ : نعم .من السنة الفعلية
الطالب : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب للناس في حجة الوداع كان يشير إليهم
الشيخ : كان يقول اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء ثم ينكتها إلى الناس يردها إليهم طيب كذلك أيضا من أدلة علو الله الدليل العقلي يحيى
الطالب : أن العلو أفضل من السفل
الشيخ : صفة كمال أليس كذلك والله تعالى موصوف بصفات الكمال فلزم أن يكون عاليا ولأن ضد العلو السفل لأنهما متقابلان فإذا انعدم علوه لزم ثبوت سفوله وهذا مستحيل على الله الفطرة...
الطالب أن الإنسان يجد من نفسه توقا إلى العلو إذا ضيق عليه أو نحو ذلك ارتفع قلبه إلى السماء
الشيخ : نعم أن الإنسان كلما دعا يجد من نفسه ضرورة لطلب العلو ما قال يا الله إلا يجد قلبه يرتفع إلى السماء بدون أي دراسة وبدون أي تعليم فهو دليل فطري حتى قيل إن البهائم تقر بذلك وفيه الحديث الضعيف أن سليمان بن داوود عليهما السلام خرج مرة يستسقي أي يطلب نزول المطر فوجد نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول " اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا رزقك" فقال " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم" فهذا الأثر ضعيف لكن ما يستبعد أن البهائم العجمى تعترف بعلو الله عز وجل
فتبين الآن أن دلالة الأدلة كلها الكتاب والسنة والعقل والفطرة وهناك إجماع على هذا متفقة على علو الله تبارك وتعالى علو مكانة وليس فيه أي نقص وأما تدجيل المنكرين على كتاب الله وسنة رسوله والصحابة والنبي والصحابة بأنه يلزم من ذلك أن يكون جسما فنقول إذا لزم هذا من كتاب الله ومن سنة رسوله فليكن وما يضرنا إذا لزم ولا شك أن الله تعالى له ذات مخالفة لذوات المخلوقات من كل وجه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) حتى في الوجود والحدود مخالف فإن الله لم يزل ولا يزال موجودا بخلاف غيره من المخلوقات فهو حادث بعد أن لم يكن وأي ضرر في هذا لكن إياك أن تتصور هذه الذات العلية لأنك لا تستطيع أن تتصورها بصورة مطابقةاطلاقا كما قال تعالى (( ولا يحيطون به علما ))
طيب من فوائد الآية الكريمة إثبات العبودية لجميع الخلق لقوله (( فوق عباده )) وهذه العبودية عبودية العبودية الكونية كل الخلق عباد لله تعالى يفعل فيهم ما يشاء ولا يمكن لأي واحد بر أو فاجر مؤمن أو كافر يستعصي على ربه تعالى من هذه الناحية
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات اسم الله بل إثبات اسمي الله الحكيم والخبير وما تضمناه من صفة فالذي تضمنه الحكيم صفتان الإحكام والحكم وإن شئت فقل الحكمة والحكم وقد سبق في التفسير أن الحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها قال بعضهم إن الشرع ما أمر بأمر فقال العقل ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينه عنه لأن أوامر الشرع ونواهيه مطابقة تماما للحكمة كذلك الأمور الكونية كلها مطابقة للحكمة كما سبق في التفسير
بالنسبة للحكم أيضا حكم الله نوعان شرعي وقدري أو إن شئت فقل كوني وهو أيضا موافقة للحكمة وذكرنا أن الحكمة في التفسير نوعان حكمة غاية وحكمة صورة الغاية أن كل ما قضاه الله كونا أو شرعا فإنه على وفق الحكمة والغاية منه حكمة أيضا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات وصف الخبرة لله تعالى وهي العلم ببواطن الأمور يترتب على إيماننا بهذا أولا أن نستسلم لحكم الله الشرعي كما أننا مستسلمون لحكمه القدري وألا نكلف أنفسنا بالاطلاع على الحكمة فيما لا تدركه عقولنا بل نؤمن ونسلم وكذلك يقال في الأحكام القدرية تؤمن بالله وتسلم لقضائه إذن يستلزم من جهة المنهج والمسلك أن الإنسان يرضى بالحكم الشرعي لا يقول ليته لم يحرم أو ليته لم يوجد وكذلك القدر يستسلم له
كذلك من الفوائد المسلكية والمنهجية أنك تستلزم أو تلتزم بأحكام الله الشرعية لأن الحكم له والحكمة فيه فلا مناص لك عن أحكام الله الشرعية طيب وهل هذا يمنع من أن نسأل عن الحكمة ؟ لا يمنع لكن بشرط أن نستسلم تماما قبل معرفة الحكمة أما ألا نستسلم إلا إذا عرفنا الحكمة فهذا غلط عظيم وبالنسبة للخبير متى علمت أن الله تعالى خبيرا بكل شيء يقع منك فإنك سوف تخاف من مخالفة الله تعالى وسوف ترغب في القيام بأمر الله لتعلم أنك لن تعمل عملا إلا علم الله به وهذه نتيجة مهمة جدا من يترك الزنا مثلا في مكان لا يطلع عليه إلا الله وبدون معارضة من المرأة والنفس تدعوا لذلك من يترك هذا في مثل هذه الحال إلا مؤمن يعلم أن الله يراقبه ويتأمل في قصة يوسف عليه السلام دعته سيدته إلى نفسها في مكان خال ولا يمكن الوصول إليه لأنها غلقت الأبواب وهي امرأة العزيز وتقوم على جانب كبير من الجمال أو التجمل ولما همت به وهم بها رأى برهان لله عز وجل أي ما في قلبه من الإيمان فانصرف عنها وتركها خوفا من الله تعالى وقال الله في ذلك كذلك أي كان الأمر كذلك (( لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )) وتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله منهم ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) فالمهم أنك متى آمنت بعلم الله تعالى بجميع أحوالك وبما في قلبك فإنك لن تخالفه فتعصيه كيف تخالف الله تعالى وتعصيه وهو يعلم هذا لا يقع إلا ممن أزاغ الله قلبه نسأل الله السلامة نعم