تتمة تفسير الآية السابقة حفظ
ثم قال الله عز وجل (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ))[الأنعام:21] لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته فهذان صنفان الأول كذب على الله والثاني كذب آيات الله لا أحد أظلم منهم ومن جمع بينهما فهو أشد طيب (( من أظلم ممن افترى على الله كذبا )) بأن قال إن لله ولدا هذا افتراء على الله كذبا أو قال إن لله شريكا هذا افتراء على الله كذبا أو قال إن هذا الكون لم يخلقه الله افترى على الله كذبا إذا قال خلقه الطبيعة أو ما أشبه ذلك (( أو كذب بآياتي )) أي كذب بالآيات الدالة على أن الله عز وجل حق الكونية أو الشرعية ؟ كليهما كذب بالآيات الكونية أو الآيات الشرعية
التكذيب بالآيات الكونية أن ينفي كون الله عز وجل خلقها أو ينفي أن الله تعالى انفرد بخلقها والشرعية أن ينفي إرسال الرسل بما جاءت به من الوحي وقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) إنه هذا الحكم على من كذب من افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ولكن لم يقل إنهم بل أظهر في موضع الإضمار للعموم ليعمهم وغيرهم والفلاح هو النجاح وحصول المطلوب فالظالم لن ينجح ولن يفلح