الفوائد حفظ
في هذه الآية الكريمة فوائد منها أن الظلم يختلف بعضه أشد من بعض لماذا ؟ لأن المعاصي تختلف بعضها أعظم من بعض هناك كبائر وهناك صغائر والكبائر نفسها تختلف فيه أكبر الكبائر وما دونها والصغائر دونها تختلف فمن أين نعرف أن الذنوب والأعمال المحرمة تختلف باختلاف الظلم لأن كل فعل محرم أو ترك واجب ظلم وإذا كان يتفاوت لزم من ذلك تفاوت الأعمال
ومن فوائد الآية التحذير من أن يفترى الإنسان على الله الكذب لأنه بين أنه في المرتبة العليا من الظلم ومن ذلك أي ممن الافتراء على الله كذبا أن يكذب الإنسان على ربه عز وجل في مدلول آياته فيقول أراد الله بكذا كذا وكذا وهذا كذب على الله ومن ذلك أن يفتري على الله كذبا في أحكامه فيقول هذا حلال وهذا حرام كما قال الله تعالى (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ))[النحل:116] وعلى هذا فمن قال المراد بقوله استوى على العرش استولى على العرش يدخل في الآية ولا لا ؟ يدخل في الآية ولا شك من افترى على الله كذبا ومن قال أن هذا الشيء حرام وهو حلال فقد افترى على الله كذبا ومن قال هذا حلال وهو حرام فقد افترى على الله كذبا فالقاعدة إذن في الافتراء على الله كذبا أن يحرف آياتي إلى معاني لا يريدها الله عز وجل أو يقول بأحكام لم يحكم الله بها ومن ذلك التكفير إذا قال هذا كفر وليس بكفر فقد افترى على الله كذبا لأن التكفير حكم شرعي بأي شيء يستدل عليه ؟ بالكتاب والسنة ليس التكفير إلى الناس ما شاء كفر ومن شاء لم يكفر بل التكفير إلى الله ورسوله فمن كفره الله ورسوله وجب علينا أن نكفره ومن نفى الله ورسوله عنه الكفر وجب علينا أن ننفي عنه الكفر
فإن قال قائل هناك اطلاقات في بعض الأحكام بالكفر يعني يطلق عليها الكفر فكيف نعرف أنه كفر أكبر أو أصغر ؟ نعرف ذلك بقواعد الشريعة العامة وينزل الحكم بالكفر على هذه القواعد وبذلك يتبين أنه أكبر أو أصغر ولما كان تكفير ولاة الأمور من أشد الأشياء خطرا منع النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج عليهم إلا أن نرى كفرا بواحا ظاهرا بينا عندنا من الله فيه برهان
ومن فوائد هذه الآية الكريمة عظم ظلم من كذب بآيات الله لأن داخل في الطبقة العليا من الظلم ومن أظلم ومنها أنه لا يحكم بظلمه أو بكونه في المرتبة العليا إلا إذا تبينت له الآيات كذب بآيات الله وقد قال الله عز وجل (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ))[التوبة:115] فإذا بين لهم ما يتقون حكم بضلالهم عز وجل وإلا فهم في عذر
ومن فوائد الآية الكريمة وجوب التصديق بكل آيات الله الكونية والشرعية ووجه ذلك أن آيات مضاف والجمع إذا أضيف يفيد العموم ويتفرع على هذه الفائدة أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالجميع فلا يعد مؤمنا لأنه يوجد بعض الناس يؤمن ويصدق بما يراه عقله أنه حق ويكذب بما يرى أنه ليس بحق أو يؤمن بما يرى أنه مناسب ويكفر بضد ذلك وهؤلاء بين الله حكمهم فقال (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ))[النساء:150] (( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ))[النساء:151] وقال تعالى منكرا على بني إسرائيل
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) وبين الله عز وجل أن من كفر برسول واحد فهو كافر بالجميع فقال (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أن قوم نوح هم أول من أرسل إليهم الرسل فانتبهوا لا يمكن لإنسان أن يجزئ الشريعة فيؤمن ببعضها ويكفر ببعض لأننا نعلم أن مثل هذا متبع لهواه فقط
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة نفي الفلاح عن الظالم أي لا يمكن أن يحصل له مقصوده بل بالعكس
فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية الكريمة وبين نصوص أخرى تدل على أن هذا الفعل أظلم شيء مثل قوله (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ))[البقرة:114] وهنا يقول (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) وقال النبي فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي ( من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) في المصورين فكيف نجمع بين هذه النصوص
الجواب من أحد وجهين إما أن نقول اشتركت هذه الأشياء في المرتبة العليا من الظلم فكلها في مقام الأظلمية وإما أن يقال إن الأظلمية أظلمية نسبية فمثلا هنا (( من أظلم ممن افترى على الله كذبا )) من الذين يفترون على غيره كذبا فمن سأل عن الوجه الأخير ؟ الوجه الأخير أن نقول إن هذه أظلمية نسبية المعنى أن الذين يفترون على غيرهم الكذب من أظلم ممن افترى على الله ؟ لا أحد يعني افترى على مثلا زيد على فلان على فلان هذا حرام لا شك لكن أظلم شيء أن يفتري على الله عز وجل (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) هذه أظلمية نسبية يعني أي إنسان يمنع الناس من حق لهم من أظلم ممن منع حقهم في المساجد يعني مثلا قد تمنع هذا الرجل أن يدخل المدرسة ولك هل هذا أشد أو منعه من دخول المسجد ؟ الثاني قد تمنعه من دخول السوق هذا ظلم ولكن أيهما أظلم هذا أو من منع مساجد الله ؟ الثاني طيب فيه مسألة التصوير من أظلم من ذهب يخلق كخلقي أي الذين يقلدون غيرهم في التصوير إذا كان على وجه الظلم فمن أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله لا أحد هذا وجه الوجه الأول عرفتموه أيضا ولا ما عرفتموه؟ أنها كلها اشتركت في الأظلمية أي في المرتبة العليا من الظلم أيضا
إشكال آخر (( إنه لا يفلح الظالمون )) ذكرنا أن الظالم لا يفلح وهذه الفائدة تتضمن بشرى للمظلومين أن الظالم لن يفلح فيبشر المجاهدون بالنصر وأن مآل من جاهدهم الخذلان ويبشر من ظلم بأخذ ماله أو جحد ماله وما أشبه ذلك بأن هذا الظالم لن يفلح
لكن لو قال قائل ما الجمع بين هذه الآية والواقع لأننا نرى أن الظالم قد يفلح الجمع بينها وبين الواقع أن يقال الفلاح نوعان فلاح مطلق هذا لا يمكن للظالم أبدا ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))[هود:102] ) فلا بد أن يخسر الظالم لا بد أن يخسر طالت الدنيا أو قصرت هذا الفلاح المطلق لا يمكن مطلق الفلاح بمعنى أن يفلح في زمن معين أو مكان معين أو قضية معينة فهذا يمكن ، يمكن أن يقع ولا يخالف الآية لأن الله تعالى قد يعطي الظالم فلاحا حتى يغتر بهذا الفلاح فيتمادى في طغيانه ثم يقسم الله ظهره وقد أشار الله تعالى إلى هذا في سورة آل عمران (( ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) يمحصهم بكفارات الذنوب على ما حصل من هزيمة ويمحصهم ألا يعودوا إلى المعصية مرة ثانية ويمحق الكافرين كيف يمحق الكافرون وهم منتصرون ؟ لأن الكافر إذا انتصر تجرأ وافتخر واعتز فالظالم قد يفلح لكن فلاحا مقيدا لحكمة أو حكم لا نعلمها نحن ولكن يعلمها الله عز وجل وما موقفنا إذا سلط الظالم علينا ؟ موقفنا أن نصبر وألا نيأس وأن ننتظر الفرج من فاطر الأرض والسماوات فإن الصبر مفتاح الفرج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا )
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من الظلم وأن عاقبته الخسارة والدمار لقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) أعاذنا الله وإياكم من الظلم وجعلنا من المفلحين المتقين المحسنين نعم.
ومن فوائد الآية التحذير من أن يفترى الإنسان على الله الكذب لأنه بين أنه في المرتبة العليا من الظلم ومن ذلك أي ممن الافتراء على الله كذبا أن يكذب الإنسان على ربه عز وجل في مدلول آياته فيقول أراد الله بكذا كذا وكذا وهذا كذب على الله ومن ذلك أن يفتري على الله كذبا في أحكامه فيقول هذا حلال وهذا حرام كما قال الله تعالى (( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ))[النحل:116] وعلى هذا فمن قال المراد بقوله استوى على العرش استولى على العرش يدخل في الآية ولا لا ؟ يدخل في الآية ولا شك من افترى على الله كذبا ومن قال أن هذا الشيء حرام وهو حلال فقد افترى على الله كذبا ومن قال هذا حلال وهو حرام فقد افترى على الله كذبا فالقاعدة إذن في الافتراء على الله كذبا أن يحرف آياتي إلى معاني لا يريدها الله عز وجل أو يقول بأحكام لم يحكم الله بها ومن ذلك التكفير إذا قال هذا كفر وليس بكفر فقد افترى على الله كذبا لأن التكفير حكم شرعي بأي شيء يستدل عليه ؟ بالكتاب والسنة ليس التكفير إلى الناس ما شاء كفر ومن شاء لم يكفر بل التكفير إلى الله ورسوله فمن كفره الله ورسوله وجب علينا أن نكفره ومن نفى الله ورسوله عنه الكفر وجب علينا أن ننفي عنه الكفر
فإن قال قائل هناك اطلاقات في بعض الأحكام بالكفر يعني يطلق عليها الكفر فكيف نعرف أنه كفر أكبر أو أصغر ؟ نعرف ذلك بقواعد الشريعة العامة وينزل الحكم بالكفر على هذه القواعد وبذلك يتبين أنه أكبر أو أصغر ولما كان تكفير ولاة الأمور من أشد الأشياء خطرا منع النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج عليهم إلا أن نرى كفرا بواحا ظاهرا بينا عندنا من الله فيه برهان
ومن فوائد هذه الآية الكريمة عظم ظلم من كذب بآيات الله لأن داخل في الطبقة العليا من الظلم ومن أظلم ومنها أنه لا يحكم بظلمه أو بكونه في المرتبة العليا إلا إذا تبينت له الآيات كذب بآيات الله وقد قال الله عز وجل (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ))[التوبة:115] فإذا بين لهم ما يتقون حكم بضلالهم عز وجل وإلا فهم في عذر
ومن فوائد الآية الكريمة وجوب التصديق بكل آيات الله الكونية والشرعية ووجه ذلك أن آيات مضاف والجمع إذا أضيف يفيد العموم ويتفرع على هذه الفائدة أن من آمن ببعض وكفر ببعض فقد كفر بالجميع فلا يعد مؤمنا لأنه يوجد بعض الناس يؤمن ويصدق بما يراه عقله أنه حق ويكذب بما يرى أنه ليس بحق أو يؤمن بما يرى أنه مناسب ويكفر بضد ذلك وهؤلاء بين الله حكمهم فقال (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ))[النساء:150] (( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ))[النساء:151] وقال تعالى منكرا على بني إسرائيل
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) وبين الله عز وجل أن من كفر برسول واحد فهو كافر بالجميع فقال (( كذبت قوم نوح المرسلين )) مع أن قوم نوح هم أول من أرسل إليهم الرسل فانتبهوا لا يمكن لإنسان أن يجزئ الشريعة فيؤمن ببعضها ويكفر ببعض لأننا نعلم أن مثل هذا متبع لهواه فقط
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة نفي الفلاح عن الظالم أي لا يمكن أن يحصل له مقصوده بل بالعكس
فإن قال قائل ما الجمع بين هذه الآية الكريمة وبين نصوص أخرى تدل على أن هذا الفعل أظلم شيء مثل قوله (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ))[البقرة:114] وهنا يقول (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) وقال النبي فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي ( من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) في المصورين فكيف نجمع بين هذه النصوص
الجواب من أحد وجهين إما أن نقول اشتركت هذه الأشياء في المرتبة العليا من الظلم فكلها في مقام الأظلمية وإما أن يقال إن الأظلمية أظلمية نسبية فمثلا هنا (( من أظلم ممن افترى على الله كذبا )) من الذين يفترون على غيره كذبا فمن سأل عن الوجه الأخير ؟ الوجه الأخير أن نقول إن هذه أظلمية نسبية المعنى أن الذين يفترون على غيرهم الكذب من أظلم ممن افترى على الله ؟ لا أحد يعني افترى على مثلا زيد على فلان على فلان هذا حرام لا شك لكن أظلم شيء أن يفتري على الله عز وجل (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) هذه أظلمية نسبية يعني أي إنسان يمنع الناس من حق لهم من أظلم ممن منع حقهم في المساجد يعني مثلا قد تمنع هذا الرجل أن يدخل المدرسة ولك هل هذا أشد أو منعه من دخول المسجد ؟ الثاني قد تمنعه من دخول السوق هذا ظلم ولكن أيهما أظلم هذا أو من منع مساجد الله ؟ الثاني طيب فيه مسألة التصوير من أظلم من ذهب يخلق كخلقي أي الذين يقلدون غيرهم في التصوير إذا كان على وجه الظلم فمن أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله لا أحد هذا وجه الوجه الأول عرفتموه أيضا ولا ما عرفتموه؟ أنها كلها اشتركت في الأظلمية أي في المرتبة العليا من الظلم أيضا
إشكال آخر (( إنه لا يفلح الظالمون )) ذكرنا أن الظالم لا يفلح وهذه الفائدة تتضمن بشرى للمظلومين أن الظالم لن يفلح فيبشر المجاهدون بالنصر وأن مآل من جاهدهم الخذلان ويبشر من ظلم بأخذ ماله أو جحد ماله وما أشبه ذلك بأن هذا الظالم لن يفلح
لكن لو قال قائل ما الجمع بين هذه الآية والواقع لأننا نرى أن الظالم قد يفلح الجمع بينها وبين الواقع أن يقال الفلاح نوعان فلاح مطلق هذا لا يمكن للظالم أبدا ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))[هود:102] ) فلا بد أن يخسر الظالم لا بد أن يخسر طالت الدنيا أو قصرت هذا الفلاح المطلق لا يمكن مطلق الفلاح بمعنى أن يفلح في زمن معين أو مكان معين أو قضية معينة فهذا يمكن ، يمكن أن يقع ولا يخالف الآية لأن الله تعالى قد يعطي الظالم فلاحا حتى يغتر بهذا الفلاح فيتمادى في طغيانه ثم يقسم الله ظهره وقد أشار الله تعالى إلى هذا في سورة آل عمران (( ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) يمحصهم بكفارات الذنوب على ما حصل من هزيمة ويمحصهم ألا يعودوا إلى المعصية مرة ثانية ويمحق الكافرين كيف يمحق الكافرون وهم منتصرون ؟ لأن الكافر إذا انتصر تجرأ وافتخر واعتز فالظالم قد يفلح لكن فلاحا مقيدا لحكمة أو حكم لا نعلمها نحن ولكن يعلمها الله عز وجل وما موقفنا إذا سلط الظالم علينا ؟ موقفنا أن نصبر وألا نيأس وأن ننتظر الفرج من فاطر الأرض والسماوات فإن الصبر مفتاح الفرج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا )
ومن فوائد الآية الكريمة التحذير من الظلم وأن عاقبته الخسارة والدمار لقوله (( إنه لا يفلح الظالمون )) أعاذنا الله وإياكم من الظلم وجعلنا من المفلحين المتقين المحسنين نعم.