قال الله تعالى : { انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون} حفظ
ولهذا قال (( انظر كيف كذبوا على أنفسهم )) انظر أيها المخاطب كيف كذبوا على أنفسهم وهنا إشكال ((كيف كذبوا على أنفسهم )) وأمرنا أن ننظر والمراد هنا نظر الاعتبار لكن كيف يكون كذبوا على أنفسهم والأمر لم يأت بعد يعني هذا يكون يوم القيامة
والجواب أن هذا على حكاية الحال والله عز وجل دائما يحكي الأشياء المستقبلة حتى يتصورها الإنسان وكأنها واقعة وإنما تكون ذلك لأن الشيء المستقبل المحقق يكون كالواقع تماما ولهذا قال الله عز وجل (( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) مع أنه ما أتى بدليل قوله (( فلا تستعجلوه )) فيكون التعبير بالماضي على حكاية الحال حتى يتصور الإنسان وكأن الشيء بين يديه (( كذبوا على أنفسهم )) بقولهم ما كنا مشركين (( والله ربنا ما كنا مشركين )) ثم قال (( انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))[الأنعام:24] ضل بمعنى ضاع فلم يجدوه كالرجل الذي ضاع له المال فلم يجده هؤلاء ضاعت عنهم الآلهة فلم يجدوها وقوله (( ما كانوا يفترون )) أي ما كانوا يفترونه من دعواهم أن هذه آلهة مع الله فإن هذا من أعظم الافتراء كما سبق في الآية وما قبلها بآيتين