قال تعالى : { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} حفظ
الشيخ : نعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله )) الجملة هذه مؤكدة بقد والحروف المؤكدة كثيرة منها ما يسبق ومنها ما يتأخر فاللام في قولك إن زيد لقائم هذا مؤكدة لكن متأخرة وقد ذكرها علماء أهل البلاغة حينما تكلموا عن الخبر وأقسامه وأنه ابتدائي وطلبي وإنكاري تكلموا على حروف التوكيد فمن أراد استيعابها فليرجع إليها هذه الآية مؤكدة بمؤكد واحد وهو قد (( خسر الذين كذبوا بلقاء الله )) خسروا ايش ؟ أطلق الله عز وجل الخسارة ما قال خسروا أنفسهم ولا أهليهم ولا شيء فيكون ذلك خسرانا مطلقا وصدق الله عز وجل فما أخسر الذين كذبوا بلقاء الله لأن هؤلاء لن يعملوا للقاء الله ويكون وجودهم في الدنيا خسرانا لا فائدة منه بل فيه مضرة لأن وجود الإنسان في الدنيا مع كفره بالله عز وجل شر من كونه لم يوجد أصلا وشر من وجود البهائم لأن البهائم توجد في الدنيا ثم تفنى ثم تبعث يوم القيامة ولا حساب عليها وهذا ليس عليه حساب ولهذا تمنى بعض الصحابةt ومنهم عمر بن الخطاب أنه شجرة تعضد أي تقطع وقال
( وددت أن أخرج منها أي من الدنيا كفافا لا علي ولا لي ) هذا وهو عمر t فما بالك بمن دونه فكل من لم يعمر أوقاته بطاعة الله عز وجل وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم فإنه خسران فاته الربح وقوله كذبوا بلقاء الله أي باللقاء معه فالله عز وجل يقول (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] لا بد أن هذا الذي أمر ونهى وأرسل إليك الرسل وأعطاك العقل لا بد أن تلاقيه كي يحاسبك والمراد أنهم كذبوا بالبعث الذي يكون فيه لقاء الله (( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة )) حتى إذا جاءتهم حتى هذه ابتدائية تفيد فصل ما بعدها عما قبلها (( إذا جاءتهم الساعة )) وهي ساعة القيامة بغتة (( قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) وقد يراد بالساعة ساعة فراقهم للدنيا لأن من مات فقد قامت قيامته انتقل من دار العمل إلى الدار الآخرة وقوله (( بغتة )) أي من غير احتساب لها والساعة الكبرى تقوم بغتة تأتي الناس والإنسان قد جهز حوض إبله ليسقيها فلا يتمكن وقد رفع اللقمة إلى فيه فلا يتمكن والرجلان قد نشرا الثوب بينهما ليبيعه أحدهما على الآخر فلا يتمكن من إتمام العقد تأتي بغتة قالوا جواب إذا (( قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) يا هنا لا يمكن أن نجعلها للنداء لماذا ؟ لأن الحسرة لا تنادى والحسرة هو الندم والتحسر على الشيء الذي فات وعليه تكون يا للتنبيه كأنه يقال ما أعظم حسرته وقيل إن ياء للنداء أن الحسرة تخيل كأنها شيء عاقل يتوجه إليه النداء وعلى هذا القول يكون المعنى يا حسرتنا احضري فهذا أوانك والمعنى لا يختلف بين هذا وهذا غاية ما هنالك التقدير وعدم التقدير والحسرة هي الندم والتحسر على شيء فائت (( على ما فرطنا فيها )) التفريط هو التقصير وفيها الضمير يعود على الساعة أي فرطنا في الاستعداد لها لأنهم أضاعوا أعمارهم بما لا فائدة فيه بل بما فيه مضرة أحيانا قال (( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم )) يعني يوم القيامة يحملون أوزارهم على ظهورهم أي جزاء أعمالهم على ظهورهم والله تعالى يعبر دائما عن الجزاء بالعمل أتدرون لماذا ؟ لفائدتين :
الفائدة الأولى أن يصلح الإنسان عمله
والفائدة الثانية أن يعلم أن الجزاء من جنس العمل لأن الجزاء على العمل دائر بين أمرين لا ثالث لهما الأول الفضل والثاني العدل ولا ظلم لا ظلم فإن كان العمل حسنات فبالفضل وإن كان سيئات فبالعدل وربما يكون بالفضل حيث يعفوا الله عنه عز وجل
(( يحملون أوزارهم على ظهورهم )) أي جزاء الأعمال على ظهورهم حملا حقيقيا هذا هو الواجب أن نحمل الآيات على ظاهرها ولا يقول قائل كيف يحمل الجزاء على الظهر قلنا يوم القيامة لا يقاس بأيام الدنيا لأن الحالة تختلف اختلافا عظيما فمن الجائز الممكن أن الله تعالى يخلق هذه الجزاءات حتى تكون أجساما تحمل على الظهور وما المانع فقد قال الله تعالى (( وليحملن أثقالهم)) كمل (( وأثقالا مع أثقالهم )) ولا يجوز أبدأ أن نقيس أحوال الآخرة على أحوال الدنيا لأنك إذا قرأت القرآن وعلمت ما جاء في السنة من أحوال يوم القيامة تجزم أنه ليس هناك اتفاق ولا يمكن أن يقاس بعضها على بعض قال الله عز وجل (( ألا ساء ما يزرون )) ساء بمعنى بئس وألا أداة استفتاح وتنبيه وربما نقول في هذا الموضع زيادة أخرى وهي التحذير من الأعمال السيئة وقوله (( ألا ساء ما يزرون )) ما إن جعلتها اسما موصولا احتجت إلى العائد وإن جعلتها مصدرية لم تحتج إلى العائد فما هو التقدير إذا جعلناها اسما موصولا ؟ التقدير ألا ساء ما يزرونه أما إذا جعلناها مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير ولكن تحتاج إلى سبك بمعنى إلى تحويل الفعل مصدرا وعليه يكون التقدير ألا ساء وزرهم ولكن المعنى لا يختلف وهو أن الله تعالى ذم هذا الذي يحملونه على ظهورهم من الأوزار
( وددت أن أخرج منها أي من الدنيا كفافا لا علي ولا لي ) هذا وهو عمر t فما بالك بمن دونه فكل من لم يعمر أوقاته بطاعة الله عز وجل وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم فإنه خسران فاته الربح وقوله كذبوا بلقاء الله أي باللقاء معه فالله عز وجل يقول (( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ))[الانشقاق:6] لا بد أن هذا الذي أمر ونهى وأرسل إليك الرسل وأعطاك العقل لا بد أن تلاقيه كي يحاسبك والمراد أنهم كذبوا بالبعث الذي يكون فيه لقاء الله (( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة )) حتى إذا جاءتهم حتى هذه ابتدائية تفيد فصل ما بعدها عما قبلها (( إذا جاءتهم الساعة )) وهي ساعة القيامة بغتة (( قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) وقد يراد بالساعة ساعة فراقهم للدنيا لأن من مات فقد قامت قيامته انتقل من دار العمل إلى الدار الآخرة وقوله (( بغتة )) أي من غير احتساب لها والساعة الكبرى تقوم بغتة تأتي الناس والإنسان قد جهز حوض إبله ليسقيها فلا يتمكن وقد رفع اللقمة إلى فيه فلا يتمكن والرجلان قد نشرا الثوب بينهما ليبيعه أحدهما على الآخر فلا يتمكن من إتمام العقد تأتي بغتة قالوا جواب إذا (( قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )) يا هنا لا يمكن أن نجعلها للنداء لماذا ؟ لأن الحسرة لا تنادى والحسرة هو الندم والتحسر على الشيء الذي فات وعليه تكون يا للتنبيه كأنه يقال ما أعظم حسرته وقيل إن ياء للنداء أن الحسرة تخيل كأنها شيء عاقل يتوجه إليه النداء وعلى هذا القول يكون المعنى يا حسرتنا احضري فهذا أوانك والمعنى لا يختلف بين هذا وهذا غاية ما هنالك التقدير وعدم التقدير والحسرة هي الندم والتحسر على شيء فائت (( على ما فرطنا فيها )) التفريط هو التقصير وفيها الضمير يعود على الساعة أي فرطنا في الاستعداد لها لأنهم أضاعوا أعمارهم بما لا فائدة فيه بل بما فيه مضرة أحيانا قال (( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم )) يعني يوم القيامة يحملون أوزارهم على ظهورهم أي جزاء أعمالهم على ظهورهم والله تعالى يعبر دائما عن الجزاء بالعمل أتدرون لماذا ؟ لفائدتين :
الفائدة الأولى أن يصلح الإنسان عمله
والفائدة الثانية أن يعلم أن الجزاء من جنس العمل لأن الجزاء على العمل دائر بين أمرين لا ثالث لهما الأول الفضل والثاني العدل ولا ظلم لا ظلم فإن كان العمل حسنات فبالفضل وإن كان سيئات فبالعدل وربما يكون بالفضل حيث يعفوا الله عنه عز وجل
(( يحملون أوزارهم على ظهورهم )) أي جزاء الأعمال على ظهورهم حملا حقيقيا هذا هو الواجب أن نحمل الآيات على ظاهرها ولا يقول قائل كيف يحمل الجزاء على الظهر قلنا يوم القيامة لا يقاس بأيام الدنيا لأن الحالة تختلف اختلافا عظيما فمن الجائز الممكن أن الله تعالى يخلق هذه الجزاءات حتى تكون أجساما تحمل على الظهور وما المانع فقد قال الله تعالى (( وليحملن أثقالهم)) كمل (( وأثقالا مع أثقالهم )) ولا يجوز أبدأ أن نقيس أحوال الآخرة على أحوال الدنيا لأنك إذا قرأت القرآن وعلمت ما جاء في السنة من أحوال يوم القيامة تجزم أنه ليس هناك اتفاق ولا يمكن أن يقاس بعضها على بعض قال الله عز وجل (( ألا ساء ما يزرون )) ساء بمعنى بئس وألا أداة استفتاح وتنبيه وربما نقول في هذا الموضع زيادة أخرى وهي التحذير من الأعمال السيئة وقوله (( ألا ساء ما يزرون )) ما إن جعلتها اسما موصولا احتجت إلى العائد وإن جعلتها مصدرية لم تحتج إلى العائد فما هو التقدير إذا جعلناها اسما موصولا ؟ التقدير ألا ساء ما يزرونه أما إذا جعلناها مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير ولكن تحتاج إلى سبك بمعنى إلى تحويل الفعل مصدرا وعليه يكون التقدير ألا ساء وزرهم ولكن المعنى لا يختلف وهو أن الله تعالى ذم هذا الذي يحملونه على ظهورهم من الأوزار