عودة إلى فوائد الآية السابقة حفظ
من فوائد هذه الآية الكريمة أن الساعة تأتي بغتة سواء كانت الساعة الكبرى أو الساعة الصغرى ألم تكن الساعة الصغرى تأتي بغتة ؟ بلى تأتي الزلازل بغتة تأتي العواصف والقواصف بغتة وقد حذر الله عز وجل من هذا فقال (( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ))[الأعراف:97] نائمون ساترون لا يفكرون في عذاب فيأتيهم وهم نائمون (( أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ))[الأعراف:98] هم يلعبون لاهون ما فكروا أن يأتيهم العذاب فيأتيهم العذاب (( أفأمنوا مكر الله )) بما أنعم عليهم من الأمن والرغد والرخاء (( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )) خسارة البغتة هنا الساعة الكبرى والصغرى
من فوائد هذه الآية الكريمة شدة تحسر هؤلاء الذين كذبوا بلقاء الله وإقرارهم على أنفسهم بأنهم فرطوا ولكن هل هذا ينفعهم ؟ لا انتهى العمل ما ينفعهم شيء فات لا يمكن رده ولهذا أقروا بأنهم مفرطون
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن أهل الأوزار يحملون أوزارهم على ظهورهم يوم القيامة حقيقة أو مجازا ؟ حقيقة لأن هذا هو الواجب أن نجري النصوص القرآنية والنبوية على ظاهرها فإذا قال قائل كيف يحملون؟ فالجواب أن هذا سؤال في غير محله لأن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن الأعمال محل الثناء والقدح لقوله (( ألا ساء ما يزرون )) هذا قدح محل مثل قوله تعالى (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) فالأعمال محل القدح ومحل المدح طيب إذا ثبت القدح في العمل أو المدح فهل يستلزم القدح في الفعال أو العامل أو يستلزم المدح له ؟
الجواب نعم هذا هو الأصل لاسيما في أمور الدنيا فإنه ليس لنا إلا الظاهر أمور الآخرة عند الله ولهذا لو أننا رأينا شخصا يسجد لصنم قلنا كافر مع أنه يحتمل أن يكون جاهلا ولكن نقول كافر فإن استقام ووحد الله ارتفع عنه هذا الوصف وإلا فإنه باق وليعلم أن بعض الناس توسعوا في مسألة التعيين والتعميم حتى إن بعضهم شك هل يجوز أن نقول لمن سجد للصنم أنه كافر ؟ الله المستعان كيف تشك قل ولا تبالي هل يجوز لمن ترك الصلاة أنه كافر ؟ نقول قل ولا تبالي إذا لم تقل فمتى يكون كفر ومتى يكون شرك؟ نعم إذا وجد مانع من التكفير فحينئذ يكون لكل شيء حكمه أما الأصل فإننا نحكم على كل من فعل ما يكفر أو قال ما يكفر أنه كافر بعينه حتى نقيم عليه الحد فإذا ادعى مانعا نظرنا هل هذا صحيح وإلا غير صحيح ونحكم لكل قضية بما تقتضيه الحال نعم.